مساق وطني جديد لتحسين تكوين المدرسين عبر “التحكم في الكفايات الأساسية للمكون”
نظّمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الخميس بالرباط، حفلًا رسميًا لتقديم المساق الرقمي الجديد “التحكم في الكفايات الأساسية للمكون”، بشراكة مع برنامج Apprendre التابع للوكالة الجامعية الفرنكوفونية، وبدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية.
المساق، الذي أصبح متاحًا عبر منصة e-Takwine، يمثل خطوة جديدة في مسار رقمنة منظومة التكوين بالمغرب، ويستهدف المكونات والمكونين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ومركز تكوين المفتشين، ومركز التوجيه والتخطيط التربوي، من أجل تطوير مهاراتهم المهنية واعتماد ابتكارات بيداغوجية حديثة.
رقمنة التكوين… ثمرة تعاون دولي واستراتيجية وطنية
يأتي هذا البرنامج كحصيلة لرقمنة “الدليل العملي لمكوني المدرسين”، الذي طوّره فريق مشترك من خبراء الوزارة وبرنامج Apprendre وشبكة Canopé الفرنسية.
ويمثل هذا التحول جزءًا من التوجه الوطني لجعل التعلم مدى الحياة دعامة أساسية في تكوين الأطر التربوية.
خارطة الطريق 2022-2026: التكوين في صلب إصلاح المدرسة العمومية
أوضح الحسين قضاض، الكاتب العام للوزارة بالنيابة، أن التكوين الرقمي ركيزة في إصلاح منظومة إعداد المدرسين، منسجمًا مع رؤية الوزارة التي تجعل من المدرس محور الارتقاء بجودة التعلم.
واعتبر أن هذا المساق يشكل وسيلة فعالة لـ:
-
توحيد الممارسات البيداغوجية
-
دعم الابتكار في التكوين
-
ضمان الإنصاف في الولوج إلى الفرص
-
تمكين المكونين من تبادل الخبرات عبر منصة وطنية واحدة
كما شدّد على أن المنصة الجديدة تعزز ثقافة القيادة التربوية المبنية على الجودة وتدعم الاحترافية في هندسة التكوين والتقييم والمواكبة المهنية.
استجابة لعملية التوظيف المكثف ودعم الجيل الجديد من المكونين
من جهته، أبرز نور الدين المازوني، المدير بالنيابة للمركز الوطني للأستاذية، أن إطلاق المساق يأتي تزامنًا مع التوظيف المكثف للمكونين والمدرسين خلال سنة 2025، ما يفرض أدوات رقمية مرنة لتقوية مهاراتهم وتمكينهم من مواكبة الهندسة الجديدة للتكوين.
وأشار إلى أن اعتماد موارد رقمية عالية الجودة يتيح الوصول إلى آلاف المكونين على مستوى التراب الوطني، بما يرفع فعالية التكوين ويقلل الفوارق بين المراكز الجهوية.
دعم دولي وتقدّم وطني في البنيات التربوية
من جانبه، أكد جيوفاني أغريستي، المدير الإقليمي للوكالة الجامعية للفرانكوفونية بشمال إفريقيا، أن برنامج Apprendre يعد من المشاريع الكبرى التي تراهن عليها الوكالة لتعزيز تكوين المدرسين في إفريقيا.
وأشار إلى أن المغرب حقق تقدّمًا معتبرًا في البنيات التحتية المادية والرقمية، مما يجعل الاستثمار في تكوين المدرسين مسألة حاسمة لضمان شباب مؤهل قادر على مواكبة التحول الرقمي والحكامة الجيدة التي تشهدها المملكة.
خلاصة: خطوة استراتيجية نحو مدرسة عمومية مبتكرة
يؤشر هذا المساق الرقمي الجديد على تفعيل مسار تحديث منظومة تكوين المدرسين، وتوفير أدوات رقمية متقدمة تضمن:
-
جودة التكوين
-
انسجام الممارسات المهنية
-
دعم الجيل الجديد من المكونين
-
خدمة أهداف الإصلاح التربوي الوطني
وهو ما يعكس رؤية المغرب لبناء مدرسة عمومية حديثة، قائمة على كفاءة أطرها وجودة تكوينهم.






















