
“الإسراء والمعراج: بين وهج الروح وتجديد الفهم”
الدكتور محمد التهامي الحراق
كتبت قبل عشر سنوات بمناسبة احتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج:
“…كيف السبيل إلى المحافظة على الوهج الروحاني لمثل هذه المناسبات؟ ما الذي من شأنه أن يجعلَ من هذه المناسبات لحظاتٍ روحيةً عليا تُغذِّي قلوبَ الناس وتجدد إيمانهم هنا والآن؟ كيف يُمكِنُ انتشالُ المتعالي الثابت والتقاطُ الروحي الأبدي من مثل هذه “المحطات التاريخية” المتميزة من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ ثم كيف يمكننا أن نجعلَ من “تكرار” الاحتفال بهذه “اللحظاتِ” تكرارا تقطنُه “الغرابة”، أي تكرارا تعود معه “الذكرى” في كل عام بمعان جديدةٍ وروح دينية متوهجة تحقق استدعاء ذاك “المتعالي” فيها بأفق دائم التجدد على مستوى الفهم والحضور والشعور؟…إلخ. لا أخفيكم أنني أصدر عن روح إيمانية في هذه الرغبة، لكنها روح تروم ذاك الزواج السعيد بين الإيمان والعقل؛ بين الروحانية والعقلانية؛ بين الامتداد والتجدد، وهو المطلب الذي ما يزال عزيزا بل يكاد يكون منعدما في سياقنا، بله أن يحقق ذاك التراكم الضروري الذي من شأنه أن يشكل منحى عاما في الخطاب الديني الإسلامي المعاصر…”.
طرحت هذه الأسئلة قبل عقد من الزمان، وأجدها تلح علي من جديد…لأن مقتضيات طرحها لم تختف؛ بل ربما زادت الحاجة إلى تجديدها والإلحاح عليها؛ وربما ذيلناها بسؤال رئيس: لماذا نراوح أمكنتنا، ولا نغير مواقع قراءتنا لديننا الخالد؟؟ لماذا لا نهتدي، في الغالب، لطرح أسئلة جديدة تفتح آفاقا غير مسبوقة في الاستمداد من رمزية معجزة الإسراء والمعراج هنا والآن؟؟؟