
تيزنيت تحتضن الدورة الثالثة لـ”تيفلوين”: احتفالية الارض والهوية
عبدالرحيم لحبابي
تنظم مدينة تيزنيت الدورة الثالثة لـ”احتفالية تيفلوين” خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 14 يناير 2025، تحت شعار “احتفالية الأرض والهوية”، وذلك بتعاون بين جماعة تيزنيت والمجلس الإقليمي، وبمشاركة فعاليات المجتمع المدني. وتأتي هذه الاحتفالية انسجاماً مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2975، وتجسيداً للقرار الملكي السامي الذي أقر 14 يناير يوم عطلة رسمية مؤدى عنها. تهدف هذه التظاهرة إلى دعم التنمية الثقافية بالمدينة وترسيخ الهوية المحلية، بما يجعلها رافعة أساسية للتنمية الشاملة.
تركز “احتفالية تيفلوين” على إبراز التراث الثقافي المادي واللامادي لمدينة تيزنيت، عبر برامج وورشات مستوحاة من التقاليد التراثية المتصلة بالدورة الزراعية والفلاحية والصناعات التقليدية، مع فتح المجال أمام التعبيرات الفنية العصرية لإبراز التنوع والانفتاح على الحداثة. وتشكل الاحتفالية منصة لتسليط الضوء على المنتجات المحلية المجالية والبيولوجية، وتحفيز الإبداع لدى الشباب والجمعيات، بما يساهم في تثمين الموروث الثقافي وترسيخ قيم الاستدامة.
تتوزع فعاليات الاحتفالية على أكثر من أربعين فضاءً، تعكس غنى وتنوع الموروث الثقافي لتيزنيت. ومن بين هذه الفضاءات، حي إنرارن ندعلي الذي يحتضن معرضاً للفن التشكيلي وورشات للأطفال، وباحة الجامع الكبير التي تحتضن ليالي صوفية. كما يبرز دور فضاء العين أقديم بعروضه للأزياء الأمازيغية، بينما يشكل ممر السور الأثري منصة لمعرض التعاونيات المحلية، إضافة إلى أنشطة متنوعة تشمل عروض أحواش وأكلات تقليدية كتاكلا وأوركيمن، إلى جانب جلسات شاي تقليدية في واحة تاركا.
وتمثل الاحتفالية فرصة للتعريف بالموروث الثقافي والبيئي للمدينة، من خلال إقامة ندوات فكرية وعلمية حول قضايا الهوية الثقافية والتنمية. كما تتيح الفعالية للمبدعين والفاعلين المحليين منصة لتبادل الأفكار والإنتاجات الإبداعية في فضاءات مهيأة مثل سوق الإبداع ومركز تفسير التراث. وبهذا، تكرس “تيفلوين” دورها كجسر يربط بين الأصالة والحداثة، ويعزز مكانة تيزنيت كمركز ثقافي وسياحي يعكس غنى التراث الأمازيغي وأصالته.