ثقافة

صورة عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري في أعين شعراء الملحون- الحلقة الرابعة

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

بمناسبة الإطلالة البهية لشهر رمضان الكريم لعام 1446 الموافق لعام 2025 أهدي هذه السلسلة من الحلقات الرمضانية إلى روح عميد الأدب المغربي أستاذي الدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه بعنوان : ” الدكتور عباس الجراري على ألسنة شعراء الملحون “. فاللهم ارحمه واعف عنه يا كريم واكتبه عندك من المحسنين وارزقه الجنة دون حساب ،  وتظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك  .. اللهم بجاه بركة هذا الشهر الفضيل , ارحم أمواتا ينتظرون منا الدعاء ، واغفر لهم ونور قبورهم واجعلها بردا وسلاما برحمتك يا أرحم الراحمين .

 

  ولعل الكشف عن خصوصيات الشعر الملحون ، سيضع أمام الباحثين مادة موثقة ، تدرس وتقيم ، لا بهدف الحفاظ عليه وتقييمه فحسب ، بل بغرض وضع خطة علمية للنهوض به وتوظيفه واستخدامه كمصدر من مصادر الإبداع الثقافي المغربي ، مع تدعيمه إزاء التغيرات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية .. وهي خطة تنهض بها اليوم أكاديمية المملكة المغربية وهي تنشر تباعا مجموعة من دواوين الشعر الملحون بغية الحفاظ على الذات والهوية الحضارية المغربية ، إيمانا منها بجدوى البحث العلمي في هذا النمط من التعبير ، إضافة إلى الجدوى المعرفية والمنهجية ، فضلا عن خضم التحديات الراهنة ، اقتصاديا وفكريا وروحيا وعلميا وتكنولوجيا ، من دون أن نفقد هويتنا الحضارية وأصالتنا الثقافية أمام الحداثة والمعاصرة .. وهي معادلة صعبة من الواجب العمل على الكشف عن مختلف القيم التي يزخر بها شعرنا الملحون ، لنواجه العصر باتجاه تحديث أصالتنا وتأصيل حداثتنا .
وفي هذا الإطار ، كانت دعوة أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال إلى اعتبار فن الملحون تراثا إنسانيا عالميا ، وتسجيله كتراث إنساني ، ضمانة لاستمرارية وجود الأمة بهويتها وخصوصيتها المميزة . إضافة إلى هذا ، لا يجب النظر إلى فن الملحون كماض غاب وانقضى ، بل هو حاضر دوما ، وحي ومحفز لنا في الاندماج بفعالية في الحاضر والإطلالة بثقة على المستقبل .
  
لقد فتح الدكتور عباس الجراري ـ رحمه الله ـ الباب أمام جميع الباحثين للعناية بفن الملحون بعد أن مهد لذلك بمجموعة من الأبحاث والمؤلفات خاصة في مجال الأدب الشعبي  ليطلع عليها الباحثون ، ولتكون منطلقا لدراساتهم ، نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
ـ القصيدة ، الزجل في المغرب ( 1970 )
ـ من وحي التراث (1971 )
ـ معجم مصطلحات الملحون الفنية (1987 )
ـ في الإبداع الشعبي ( 1988)
فلا ننسى إذن ما قدمه الدكتور عباس الجراري لهذا الأدب ، وبالتحديد فن الملحون ، حيث أبرز دور الجامعة في الحفاظ على هذا التراث الأصيل . ومن ثمة ، توالت جهوده الحثيثة ـ رحمه الله ـ همه أن يحظى فن الملحون بالمكانة التي هو جدير بها ، لأنه في حاجة ماسة إلى من يتعهده بالبحث والدراسة ، خاصة وأنه اختصاص غير مدروس بما فيه الكفاية ، وأن ما كتب فيه هو عبارة عن آراء عامة تقف عند بعض الظواهر دون التعمق فيها ، وإن تنوعت في مادتها وطرق تناولها .
   
في هذا السياق ، تناول الأستاذ الجراري الملحون في فترة تشكك في صلاحيته غير قليل من المثقفين المغاربة وأنكروا عليه تناوله له .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض