مجتمع

حق الملح : إكرام للمرأة على جودها في شهر رمضان

تستعد الأسر المغربية، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، للاحتفال بعيد الفطر عبر عادات عريقة متوارثة منذ الأجيال السابقة. هذه العادات تجسد روح التضامن والفرح، وتشمل مجموعة من الطقوس التي تبدأ في الأسواق وتنتهي بزيارات عائلية مفعمة بالمحبة والاحترام. من أبرز هذه العادات “حق الملح” وزينة الأحياء، التي تميز هذه المناسبة وتُعبّر عن تقدير المجتمع لجهود النساء خلال شهر رمضان الكريم.

تعد عادة “حق الملح” واحدة من أبرز الطقوس التي تحتفل بها الأسر المغربية في عيد الفطر. هذه العادة تتجسد في تقديم هدية من الزوج لزوجته صباح العيد، تعبيرًا عن تقديره لجهودها في إعداد الطعام طوال شهر رمضان. وتعود أصول هذه العادة إلى موروث ثقافي قديم، حيث يُقال أن المرأة في الماضي كانت تذوق الطعام قبل تقديمه لتتأكد من ملوحته، وهو ما أدى إلى تسمية هذه العادة بـ “حق الملح”.

ويشمل “حق الملح” عادة تقديم قطعة من الذهب أو هدية قيمة أخرى للمرأة التي أسهمت في إعداد وجبات العائلة خلال الشهر الكريم. وتقتضي العادة أن تقدم الزوجة طبقًا من الحلويات وفنجان القهوة لزوجها بعد عودته من صلاة العيد، على أن يضع الزوج في الفنجان هدية صغيرة كخاتم أو سوار أو مبلغا من النقود، وهو نوع من رد الجميل والشكر.

تعود هذه العادة إلى الحقبة العثمانية، حيث يُحكى أن تاجرًا ثريًّا كان يوزع هدايا من الفضة والذهب على أطفاله صباح العيد، وعندما سقطت قطعة صغيرة من المال في فنجان القهوة، قالت زوجته مازحة: “هذا نصيبي”. وعندما قامت بغسل الفنجان، اكتشفت أن القطعة كانت صغيرة جدًا، مما دفعها للقول “هذا لا يساوي حتى حق الملح”، في إشارة إلى ثمن الطعام الذي أعدته طوال شهر رمضان. ومنذ تلك اللحظة، أصبح تقليد تقديم الهدية للزوجة في صباح العيد شائعًا، ومرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمفهوم “حق الملح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض