
تهور المراهقة ينهي حياة شاب في سباق دراجات نارية بشارع طانطان.
عبد اللطيف أفلا..
يمثل زمن الطيش في مرحلة المراهقة، صراطا مستقيما حادا لعبور الطفل نحو مرحلة الشباب، وما يرافق ذلك من تغيرات نفسية عميقة في جدور الشخصية، وذلك على صحة الأبوين وقوانين الانا والانا الأعلى، من خلال عملية الإرهاق الشاملة والمتشعبة، في محاولة للتعبير عن الذات، و تحقيق التقدير الذاتي وكذلك التقدير من الآخرين. لذلك يتم تسجيل ضحايا في استعراضات سباق الدراجات النارية في الشوارع، و غرقى في البحر بسبب التباهي بمعرفة السباحة في الاعماق، وكذلك في الحركات الاكروباتية والقفز من السطوح ومن على الجدران في دروب الأحياء دون لوازم السلامة، وغيرها من الممارسات الخطيرة..
ويكشف هذا التهور والمجازفة بالأرواح خللا في التنشئة الأسرية وفي المنظومة التربوية في بعدها النفسي.
اعادت وفاة شاب صغير في سن 16، خلال سباق دراجات نارية بحي بوركون بمدينة الدار البيضاء امسية السبت الماضي، شريط ضحايا السياقة المتهورة في الشوارع من جديد.
وكان المتوفي قد اصطدام بدراجة صديقه خلال السباق الذي كان يجري بشارع طانطان.
لأن هذا الحادث الذي هز جل ساكنة مقاطعة أنفا ليس الأول، ولا قدر الله لن يكون الاخير إذا بقيت الأمور على حالها، اتصلت جريدتنا الإلكترونية بالاستاذ علي شتور رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك،والمنضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، لأخذ تعقيبه على الحادث، فصرح لنا بما يلي:
“التهور في سياقة الدراجات أصبح ظاهرة خطيرة، كونه يخرق القانون 52.05 المتعلق بمدونة السير على الطرق، وذلك أن الدراجات النارية بصنفيها ثنائية أو ثلاثية العجلات تقوم بقيادات عدوانية وبهلوانية، حيث أنك تصادفها تمر بين السيارات وعلى الأرصفة، في الأزقة كما في الشوارع العامة…”
ويضيف الأستاذ علي شتور قائلا :
” هذه الظاهرة تشكل عبئا على العاصمة الاقتصادية كسائر المدن الاخرى واصبح المواطنون يشتكون من الاصوات المزعجة للدراجات النارية المعدلة، والتي يلجأ بعض سائقيها إلى تعديل محركها ليصبح اكثر قوة و سرعة، بعد اعتماد تقنيات متطورة، وهو ما يشكل خطرا عليهم وعلى الراجلين، وتحديدا الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى وسائقي السيارات على حد سواء.. حيت تسبب بعض المتهورين منهم في حوادت أليمة، خلفت ضحايا في الأرواح وعاهات مستديمة.. “
وأشار المتحدث إلى أن استعراضات السرعة بالدراجات النارية، يعكس لنا مدى استهتار ولا مبالاة هؤلاء الشباب، الذين لا يهتمون بأضواء الإشارة، كما أنك تجدهم يسيرون في مسار الترامواي و الباصواي بطرق بهلوانية خطيرة.
ويكفينا استحضار خسائر الأرواح التي تسببها حوادث السير، يقول المتحدث
” لا يفوتنا التذكير بحصيلة حوادث السير المروعة العام الماضي 2024، حيث أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، عن تسجيلها 96810 حادتة سير في المجال الحضري بنسبة ارتفاع 14 في المائة خلال سنة 2024، خلفت 1063 قتيلا .”
وبتابع الأستاذ شتور قائلا:
” المؤسف ان هذا يحدث رغم المجهودات الجبارة التي يقوم بها رجال الشرطة في السهر على تطبيق قواعد السير، وتحقيق انسيابية وسلالة حركة المرور، وذلك لأن هذه الظاهرة متفرعة، يأتي على رأسها رب الأسرة، ثم منظومة تربوية تعتمد الجانب النفسي السلوكي لاحتواء فترات المراهقة، وحمل الطفل والمراهقين والشباب على التحلي بسلوك سوي متزن، يحافظ على حياته وحياة غيره، من خلال الابتعاد عن الممارسات التي تهدد الصحة والسلامة في البيت والمدرسة وفي الشارع.. “