
“حياد موريتانيا في قضية الصحراء المغربية يعكس حرصها على تجنب المخاطر التي قد تهدد سيادتها.. من الجانب الجزائري”
محمد أبيهي واستراتيجية العلاقة المغربية-الموريتانية
عبد اللطيف أفلا
قدم الأستاذ محمد أبيهي أستاذ التاريخ المعاصر والراهن بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريحه للجريدة الالكترونية MCG24، قراءة للعلاقة المغربية-الموريتانية من زوايا استراتيجية، تاريخية، واقتصادية، حيث ركز على أهمية الاتفاق المغربي-الموريتاني حول الطاقة كأداة لتعزيز التعاون في ظل التحديات الاقتصادية والإقليمية، مستفيدا من القرب الجغرافي الذي يفتح آفاقا أوسع للتبادل التجاري والتكامل الاقتصادي. كما شدد على دور موريتانيا في إنجاح المبادرة الملكية الأطلسية للتعاون مع دول غرب إفريقيا ودول الساحل، باعتبارها شريكا استراتيجيا.
وأضاف الأستاذ محمد أبيهي قائلا بأن ” .. القواسم التاريخية المشتركة بين البلدين أسهمت في تعزيز فرص التعاون، رغم العراقيل التي أضعفت الاتحاد المغاربي نتيجة الطموحات الجزائرية.. وأن موريتانيا تدرك أهمية محورية المغرب في السياسة الدولية ودوره الدبلوماسي في جذب الاستثمارات الخارجية.. “
و ربط المتحدث وجهة نظر موريتانيا، أو بالأحرى عدم إبداء موقفها من ملف الصحراء المغربية، بحذرها من عواقب اعترافها بمغربية الصحراء او مساندتها لمقترح الحكم الذاتي، وهي الانعكاسات التي قد تطال وحدتها وتمس بسيادتها من طرف الجزائر:
” إن حياد موريتانيا في قضية الصحراء المغربية يعكس حرصها على تجنب المخاطر التي قد تهدد سيادتها ووحدتها، خاصة من الجانب الجزائري في ظل التحديات الإقليمية المرتبطة بالإرهاب وتفاقم مشكل الهجرة.”
ولعل قراءة أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس، السيد محمد أبيهي، لحياد موريتانيا من قضية صحرائنا المغربية، أنه يدخل في إطار حرصها الوقوع في شر عداء جارة السوء، قراءة أصابت فعلا، وذلك إزاء ما يتابعه المنتظم الدولي من المكائد التي غدى يكيدها نظام الكابرانات بشدة ضد أصدقاء المغرب داخل وخارج إفريقيا، وكل من يتقدم بنصرة وحدتنا الترابية، والتي أخذت تكتسي طابعا عالميا كما يجري مع الجمهورية الفرنسية منذ اعترافها بمغربية الصحراء، وتصويت البرلمان الأوروبي بالأغلبية -533 صوتاً- على إدانة جارة السوء، ودعوتها لإنهاء الانتهاكات الحقوقية بها ومراجعة قوانينها القمعية، بدءا بالإفراج الفوري ودون أي شرط، عن الأديب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال.
ومن جهة أخرى وصف كثير من المراقبين التقارب المغربي الموريتاني، بالخطوة الأولى نحو انسحاب نواكشوط من طاولة قصر المرادية، والانضمام لشرعية قضيتنا الوطنية الأولى، وذلك بعد لقاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي اكتسى منعطفا حاسما في استراتيجية العلاقة المغربية-الموريتانية، والتي تجلت مؤخرا في الربط الكهربائي، الذي تم خلال زيارة العمل التي قام بها وزير الطاقة والنفط الموريتاني محمد ولد خالد إلى المغرب، لإبرام مذكرة تفاهم مع وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمغرب السيدة ليلى بنعلي، من أجل تعزيز التعاون في مجال الطاقة الكهربائية وكذلك في الطاقات البديلة بين موريتانيا والمملكة المغربية الرائدة في هذا المجال.