ثقافة

صورة عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري في أعين شعراء الملحون- الحلقة الثامنة

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

بمناسبة الإطلالة البهية لشهر رمضان الكريم لعام 1446 الموافق لعام 2025 أهدي هذه السلسلة من الحلقات الرمضانية إلى روح عميد الأدب المغربي أستاذي الدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه بعنوان : ” الدكتور عباس الجراري على ألسنة شعراء الملحون “. فاللهم ارحمه واعف عنه يا كريم واكتبه عندك من المحسنين وارزقه الجنة دون حساب ،  وتظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك  .. اللهم بجاه بركة هذا الشهر الفضيل , ارحم أمواتا ينتظرون منا الدعاء ، واغفر لهم ونور قبورهم واجعلها بردا وسلاما برحمتك يا أرحم الراحمين .

 

  لقد عبر شعراء الملحون عن احترامهم وتقديرهم لشخصية الدكتور عباس الجراري ، فجاءت قصائدهم حبلى بالمشاعر الصادقة والأحاسيس النبيلة اتجاه الأستاذ ، إذ إن كل قصيدة من هذه القصائد تظهر لنا عاطفة وحرارة انفعال وتفاعل ، كما أن كل شاعر يظهر مواصفات وعواطف ومستوى نفسيا واجتماعيا متفردا نحو هذا الرجل ، بل انفرد كل شاعر بسمات مميزة له ، تتناول شخصية الدكتور الجراري الفكرية والعلمية والتربوية والتعليمية والسلوكية والحضارية والجمالية ، فكشف هذا التنوع صورة لإنسان رسم معالم غنية ومتنوعة ، كان همه ـ رحمه الله ـ خدمة وطنه وتنوير مواطنيه وترسيخ الهوية المغربية .
  
إن قصائد الملحون التي جاءت على ألسنة شعراء هذا الفن الرفيع ، تناولت شخصية الدكتور عباس الجراري منذ طفولته ، فتحدثوا عن ولادته و نشأته  وسيرته ودراسته على يد والده الأستاذ الفقيه الجليل سيدي عبد الله الجراري الذي ساهم في تكوينه ، حيث ورث عنه الكثير من المزايا والخصال الحميدة ، كما عددوا إنجازاته وجهوده وأعماله ، في طليعتها انشغاله الحثيث بفن الملحون ، ولعل مؤلفاته في هذا المجال ، جادة تكشف خصوصيات الإبداع الشعبي في المغرب من خلال رؤية علمية دقيقة وحس نقدي متميز ، كتعبير مباشر وحي عن فكر ووجدان المجتمع المغربي ، مما سيضع أمام الباحثين مادة موثقة تدرس وتقيم لا بهدف الحفاظ عليها وتقييمها فحسب ، بل بغرض وضع خطة علمية للنهوض بهذا الأدب في بنية الثقافة المغربية وتوظيفها واستخدامها كمصدر من مصادر الإبداع الثقافي المغربي ، مع تدعيمها إزاء التغيرات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية . ومن ثمة ، فإن هذه الجهود التي بذلها أستاذنا ـ رحمه الله ـ هي جهود مثابرة ، ساعدت إلى حد كبير على تحويل اهتمام الباحثين والدارسين والمهتمين من دراسة أشكال الأدب إلى موضوعات الأدب الشعبي ، خاصة الشعر الملحون .. كما ساعدت هذه الجهود المتنوعة على إنماء الدراسات العلمية وإنشاء الصيغ الأدبية في دراسة وعرض مواد هذا التراث الشعبي . والهدف ـ كما كان يؤمن به أستاذنا رحمه الله ـ هو ربط هذا العمل برسالة الجامعة المغربية بغية تحقيق ما يلي :
أولا : تلبية حاجيات الأمة من الأطر القادرة على البحث في مثل هذه المجالات .
ثانيا : استثمار الطاقات الفكرية لنمو المجتمع والسير به في تحقيق المنشود .
ثالثا : جعل الجامعة جزءا من تاريخنا الوطني ومحركا له إن لم تكن صانعه ، وذلك بربط  برامجها ومناهجها بطبيعة البلد وواقع المجتمع .
رابعا : الدعوة إلى نشر الوعي بأهمية الأدب الشعبي وتوضيح رؤية الاشتغال عليه ،وتعميق مفاهيمه واستخلاص قيمه .
خامسا : إعطاء منظور جديد للعلوم الإنسانية ، وتكوين ثقافة وطنية وصياغة فكر جديد  يتلاءم مع رغبات وطموحات النشء بهدف إدراك مواطن الجمال والمضامين الفكرية والدلالات الفنية للأدب الشعبي ، وفي مقدمة ذلك فن الملحون  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض