
طنجة تحتضن الدورة الحادية عشرة لمهرجان “باشيخ” احتفاءً بالهوية الأمازيغية
في قلب مدينة طنجة، التي تزخر بتاريخها العريق، يستعد عشاق الثقافة الأمازيغية لاستقبال الدورة الحادية عشرة لمهرجان “باشيخ”، الذي تنظمه جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف” بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبشراكة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة. يأتي هذا الحدث الثقافي ليجسد احتفاءً متجددًا بالهوية والتراث الأمازيغي، مؤكداً أهمية الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.
شعار الدورة الحادية عشرة: تكريس العناية الملكية بالأمازيغية
تنطلق الدورة الحادية عشرة للمهرجان تحت شعار “ربع قرن من العناية الملكية السامية بالأمازيغية”، وهو شعار يعكس الاهتمام المتزايد الذي توليه الدولة المغربية للثقافة الأمازيغية. كما يعكس هذا الشعار التطور الذي حققه المهرجان على مر السنين، ويؤكد أهمية طنجة كمركز ثقافي وحضاري، وحاضنة للتراث الأمازيغي.
برنامج غني وفعاليات متنوعة
يتميز برنامج المهرجان في هذه الدورة بتنوعه وغناه، حيث يضم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفكرية التي تلبي مختلف الأذواق والاهتمامات. يبدأ المهرجان بالافتتاح في المركز الثقافي أحمد بوكماخ، حيث ستكون هناك معارض للمنتوجات الأمازيغية والفن التشكيلي والكتب الأمازيغية، بالإضافة إلى عروض لفن الهايت. في اليوم الأول، ستُحيي سهرات فنية مميزة يشارك فيها فنانون مثل سميرة بلحاج، عائشة تاشنويت، كريم المرسي، وفرقة تدغين، مع تكريم شخصيات من صنهاجة السراير.
أما على مستوى الأنشطة الفكرية، فيتضمن البرنامج ندوة وطنية يوم 12 يناير في فندق “أندلوسيا غولف أند سبا طنجة”، بعنوان “الكتابة الأدبية ودورها في التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي لقبائل صنهاجة سراير”. ستشارك في هذه الندوة مجموعة من الكتاب والمثقفين مثل الياس أعراب وفاطمة الزهراء الرغيوي وأحمد أبطوي.
كما يتضمن البرنامج ورشة عمل يوم 13 يناير بعنوان “إعادة تنشيط اللغة والثقافة للأقليات”، بمشاركة خبراء مثل الدكتور موهاند تيلماتين وزان آير وميلودة الحنكاري. وفي اليوم نفسه، سيُعقد ندوة حول “أزمة الهوية في دول العالم الأمازيغي” بمشاركة باحثين متخصصين منهم الدكتور خالد الزيراري، الدكتور خالد مونا والدكتور عبد الهادي امحرف.
ويختتم المهرجان بمعرض للفن التشكيلي يضم أعمالًا لفنانين مثل هدى الخمليشي وهشام الموتغي، مما يضفي طابعًا فنيًا مميزًا على الحدث.
مهرجان “باشيخ”: منصة للتواصل الثقافي والتفاعل الاجتماعي
يهدف مهرجان “باشيخ” إلى أن يكون منصة للتواصل الثقافي والتفاعل الاجتماعي، حيث يجمع بين المثقفين والفنانين وعموم الناس، مما يساهم في تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الأجيال المختلفة، ويتيح للزوار فرصة اكتشاف الموروث الثقافي الأمازيغي والتفاعل مع فعالياته المتنوعة.
مهرجان “باشيخ”: تاريخ طويل من التألق والتميز
مهرجان “باشيخ” له تاريخ طويل من التألق والتميز، حيث تم تنظيمه في السنوات السابقة في مدن مثل تركيست وطنجة وتطوان تحت شعارات متنوعة تعكس القضايا والتحديات التي تواجه الثقافة الأمازيغية. ومن خلال هذه الدورة الحادية عشرة، يؤكد المهرجان مكانته كحدث ثقافي بارز يعكس التزام المجتمع المغربي بالحفاظ على التراث الأمازيغي وتطويره.