ثقافة

الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات -الحلقة26

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

    لا يخفى على أحد أن فن الملحون تراث ذو أهمية ، وهو جزء من التراث اللامادي الذي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يلفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام به وصونه بهدف توسيع الاهتمام بهذا الفن الرفيع تحقيقا للأهداف التي خططتها أكاديمية المملكة المغربية للنهوض بالملحون ، وهو أمر سبق للأستاذ الدكتور عباس الجراري عميد الأدب المغربي إليه ، أي تعريف الناس بماهية الملحون الذي يتناول كل القضايا التي ينبغي أن تعرف عن الملحون بدءا من اللغة إلى الأغراض إلى الأشكال والأساليب الفنية ، ثم إلى طرق الإنشاد والأداء . والأكاديمية بالمملكة المغربية ـ يضيف الأستاذ الجراري ـ وهي تعنى بموسوعة الملحون ، ما كانت لتقتصر على إصدار دواوين الملحون ، ولكنها تفكر اليوم في إصدار أنطولوجيا الملحون . 
 
وللحقيقة التاريخية ، لا بد أن نشير في هذا السياق إلى الجهود الحثيثة التي بذلها الأستاذ الدكتور عباس الجراري في هذا المجال ، فإليه ـ رحمه الله ـ يعود الفضل في سبر أغوار الملحون ، مبرزا خصوصياته ومثابرا على إحيائه والمحافظة عليه بكل إخلاص وتفان .
  
ولعل اهتمام أكاديمية المملكة المغربية بجمع نصوص الشعر الملحون ، إشارة قوية إلى ما يتهدد هذا التراث الشعبي من يوم لآخر . لذلك يبقى من الضروري الإلحاح على عملية جمع نصوص الشعر الملحون والمتابعة الدائمة لهذه العملية ، حفظا لهويتنا وشخصيتنا الوطنية . ومن ثمة لا بد من تضافر جهود الجميع ليكون رصيدنا العلمي الوطني في الكتابة عن الملحون غنيا ومتنوعا ، لاستكمال ديوانه الثر الغزير ، وتعميق درسه وتحليله وإبراز خصائصه الموضوعية والفنية والتعريف بأعلامه .. فهو أدب شعبي متميز ، وتراث حي ومتحرك ومتجدد ، يؤكد أصالته في أشكاله وقوالبه التقليدية ، كما يؤكد معاصرته في الاستفادة من الأحداث والوقائع كعوامل مثيرة للإبداع والإنتاج . وهذا ما يجعل جمهورا عريضا من المتلقين لهذا الفن الأصيل ، يتغنون به في كل مكان ، دون أن يفقده عامل الزمان خصوصياته . لهذا نقول بأن الشعر الملحون تراث غني وزاخر بأغنى الموضوعات الأدبية المتميزة والتركيبات اللحنية والإيقاعية المؤثرة .
يتبع 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض