
موقعة المُركّب.. أجي بصداعك!!
Mcg24 الرباط
يحز في النفس كثيرا أن أرى مغربي يهاجم أخاه المغربي ويعتدي عليه. ولكن ما يدمي القلب هو مهاجمة مغربي لرجال الأمن المغاربة ورجال القوات المساعدة ورجال الوقاية وسيارات الإسعاف وحراس المركب الرياضي وتخريب ممتلكات عامة وخاصة.
اليوم، وبعد أن هدأ الجميع، لا بد من وقفة مع الذات نراجع من خلالها صور ما وقع ونتساءل كيف وقع؟ من المسؤول عن هذه الموقعة التي أساءت لسمعة بلدنا الطيب؟
ولعل أكثر ما آلمني جدا فيديو لشرطي المرور أعزل كان يؤدي واجبه المهني خارج الملعب، وقد حاصره مجموعة من الشباب ويساومونه بالخلاص إذا هو شجع فريقهم، لولا أنه استطاع الإفلات هربا منهم، المسكين، ثم نسمع صوت أحد المعتدين يفخر مقهقها بأن أصابه في رأسه.
غريب أمر هؤلاء، يصورون ما اقترفت أيديهم وينشرونه على التيك توك وباقي وسائط التواصل الاجتماعي دون خوف من المتابعة القانونية.
تساءلت كما تساءل غيري: كيف وصلنا لهذا المستوى؟ ماذا تغير في وطني؟ كيف لشباب في عمر الزهور يحمل حقدا دفينا ضد إخوته في الدين والوطن؟ كيف لأطفال قاصرين غير مصحوبين داخل الملعب، تراهم سباقين للعنف؟
لم أجد جوابا شافيا وانتظرت أن يخرج علينا مسؤول يوضح ما جرى لنفهم سيكولوجية هذا النوع من البشر الذي يعيش بيننا، و لنستطيع نحن تبليغه لأهلنا في الغربة ولأصدقائهم الأجانب الذين صدموا من هول ما شاهدوا.
قد يقول قائل إن شغب الملاعب مصيبة عرفتها دول أوروبية وعانت من ويلاتها وتجاوزتها الآن.
أقول له صحيح، لكن الدول التي كانت معنية بالشعب ابتكرت قوانين متشددة لا ترحم!! وجندت برلماناتها لتبنيها ووفرت شرطة خاصة لمكافحة الشغب الرياضي بخطط أمنية محكمة لا ترحم.
وإلى زمن قريب كانت تستبق تواريخ لعب المباريات بالاعتقال احتياطيا لرؤوس الفتنة وتمنع المشبوهين من الدخول للملاعب أو الاقتراب من محيطها، عبر تسجيل الحضور بمراكز الشرطة القريبة من سكناهم يوم المباراة.
والنتيجة اليوم، أن الشرطة في أوروبا اختفت من الملاعب نهائيا وبقي الجمهور واللاعبين والحكام، وطبعا حضرت الفرجة!
أتأسف كيف لمباراة رياضية، كنا نحسبها كذلك، أن تتحول إلى معركة تجاوز فيها عدد الجرحى والمعطوبين الثمانين؟ وتم تخريب الملعب وموقف السيارات والتجهيزات ووسائل النقل بالقامرة.
إن من قام بهذه الأفعال الإجرامية كان يخطط ويدرك رغبته، كما ظهر في فيديوهات وثقت التهديدات. فلم يكن عشقهم للكرة والفريق هو من جاء بهم للملعب، وإنما الرغبة في الانتقام. لكن الانتقام من من ؟ لقد حاول بعضهم إعطاء تفسير لما حدث ولخصوه في الانتقام من الذات والظروف!
ويحق لنا أن نتساءل ما علاقة تخريب مممتلكات خاصة وعامة والضرب والجرح في مباراة كرة القدم في البطولة الوطنية وكأس العرش وباقي المنافسات المحلية والخارجية؟
فإن كان الملعب مجالا لتفريغ الشحنات الداخلية للجسم والمكبوثات النفسية كما يعتقد هؤلاء الحمقى، فعلى الجهات المعنية أن توفر كل أسبوع ملاعب مهجورة وممتلكات كرتونية وتترك لجمهور المرضى إفراغ شحنات البؤس الذي يعيشونه وتتابع الأجواء عبر خبراء نفسانيين لدراسة حالاتهم، ولم لا تنظيم دوريات محلية في إطار مسابقات مؤطرة تنقل عبر شاشات التلفاز وبالتالي إبعاد هذا النوع المحسوب على مشجعي الرياضة وماهم بمشجعين ولكن..
لقد حان الوقت لتطهير المجتمع من الحثالة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ترهيب المغاربة وتخريب ممتلكاتهم الخاصة والعامة. وعلى القضاء أن لا تأخذه شفقة ولا رحمة في كل من يثبت تورطه في أعمال الشغب، وأن تكون العقوبات حبسية وتربوية على المواطنة والاحترام.
لمن يهمه الأمر:
صور الفيديوهات التي وثقت المشاهد أبانت عن رجال أمن في موقف الدفاع أمام الهجوم (الكاسح والمدمر) لجمهور (غازي) وبينهما اللوحات الإشهارية الإلكترونية تبث إعلانا باللون الأحمر الدامي يقول حرفيا:
// أجي بصداعك //
وقد كانوا في الموعد وبالفعل جاؤوا بصداعهم.
ربما لبوا النداء ليس إلا..
على من يهمهم الأمر مراقبة ما يبث في اللوحات الاعلانية في الملاعب لأنها قد تكون أكثر تأثيرا مما يخدر العقول.