اقتصاد

القمة الثالثة عشرة للأعمال بين بلدان الشمال الأوروبي وإفريقيا: تعزيز الشراكات واستكشاف الفرص الجديدة

انعقدت في العاصمة النرويجية أوسلو، القمة الثالثة عشرة للأعمال بين بلدان الشمال الأوروبي وإفريقيا، بتنظيم من جمعية الأعمال النرويجية الإفريقية، بالتعاون مع وزارة الخارجية النرويجية وصندوق “نورفند”، وقد شهدت القمة مشاركة واسعة من ممثلي القطاعين العام والخاص، بما فيهم المغرب، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين دول الشمال الأوروبي والقارة الإفريقية.

افتتحت وزيرة التنمية الدولية النرويجية، آن بيث كريستيانسن تفينيريم القمة، حيث أكدت على أهمية هذا الحدث في تحليل تأثير الديناميكيات العالمية الجديدة على الاستثمارات في إفريقيا، والعمل على تعزيز الشراكات المستدامة بين الشمال الأوروبي وإفريقيا، تميزت القمة بحضور أكثر من 250 مشاركاً، من بينهم قادة الأعمال والوزراء وكبار المسؤولين، الذين ناقشوا موضوعات استراتيجية متنوعة، تمحورت حول الطاقة والتجارة والجغرافيا السياسية، وذلك في إطار شعار القمة: “الإبحار في نظام عالمي جديد”.

مثُّل المغرب في هذه القمة وفد رفيع المستوى ضم المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي الصديقي، والشريك الإداري لشركة “Mazars” المغرب ورئيس لجنة إفريقيا التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، عبدو سولي ديوب، إضافة إلى سفيرة المغرب لدى النرويج، نبيلة فريدجي، هذا وقد شارك الوفد المغربي بفاعلية في الجلسات، حيث سلط الضوء على التجربة المغربية في مجال النمو الاقتصادي والاستثمار، ودور المغرب الريادي في القارة الإفريقية.

في الجلسة العامة التي حملت عنوان “الاستثمار في نظام عالمي جديد”، تحدث علي الصديقي عن الرؤية الاستراتيجية للمغرب، بقيادة الملك محمد السادس، التي تهدف إلى جعل المملكة محركاً للنمو الاقتصادي في إفريقيا، وأشار إلى أن المغرب يمثل مركز اتصال حيوي بفضل بنيته التحتية المتطورة، وعلى رأسها ميناء طنجة-المتوسط، الذي يعد بوابة للتجارة البين إفريقية، ويساهم في جذب الاستثمارات الدولية.

كما أكد الصديقي على التزام المغرب بتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون مع بلدان الشمال الأوروبي في مجالات التكنولوجيا النظيفة والابتكار، هذا التوجه يتماشى مع الأجندة العالمية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وفي جلسة منفصلة، تطرق عبدو سولي ديوب إلى “الدور المتغير لإفريقيا في الشؤون العالمية”، حيث تناول التحديات والفرص التي تواجه القارة في مرحلة ما بعد الأزمات العالمية، وقد أكد ديوب على أن إفريقيا تمتلك موارد بشرية وطبيعية هائلة تمكنها من مواجهة التحديات العالمية، مثل الأمن الغذائي والطاقة الخضراء، غير أن النجاح في ذلك يعتمد على تعزيز التكامل الإقليمي وتوحيد الجهود لتكوين صوت إفريقي موحد على الساحة الدولية.

أبرز ديوب كذلك كيف تكيف المغرب مع المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، من خلال تبني سياسات تدعم الابتكار والتحول الاقتصادي، مشيراً إلى أن هذه السياسات جعلت المغرب نموذجاً يُحتذى به في إفريقيا.

على هامش القمة، نظمت السفارة المغربية في أوسلو بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، مائدة مستديرة بعنوان “المغرب كبوابة لإفريقيا: التكامل الاقتصادي والفرص الاستراتيجية”. حيث شكل هذا اللقاء فرصة لعرض مؤهلات المغرب كمنصة محورية للتكامل الاقتصادي الإفريقي، حيث ركز المشاركون على البنية التحتية الحديثة للمملكة وشراكاتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والاقتصادات الناشئة.

خلال هذه المائدة المستديرة، أبرز الصديقي وفريدجي أهمية دعم الابتكار للشركات الصغرى والمتوسطة في المغرب، وأشارا إلى فرص التعاون الجديدة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتجارة والابتكار التكنولوجي. هذه النقاشات ساهمت في تعزيز صورة المغرب كشريك استراتيجي للمستثمرين الدوليين الذين يتطلعون إلى توسيع أعمالهم في إفريقيا.

القمة الثالثة عشرة للأعمال بين بلدان الشمال الأوروبي وإفريقيا تكتسي أهمية كبيرة، لا سيما في ظل التغيرات التي يشهدها النظام الاقتصادي العالمي، من خلال التركيز على تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية مثل الطاقة النظيفة والتجارة والابتكار، هذا ويسعى المشاركون إلى إيجاد حلول للتحديات العالمية الراهنة، وفي الوقت نفسه استكشاف الفرص الاستثمارية التي توفرها إفريقيا، الغنية بالموارد والتي تعد إحدى أسرع القارات نمواً في العالم.

تأتي مشاركة المغرب في هذا الحدث كدليل على التزامه بتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والانفتاح على الشراكات الاستراتيجية مع بلدان الشمال الأوروبي، ومن خلال تركيزه على الابتكار والبنية التحتية المتطورة، يسعى المغرب إلى أن يكون بوابة للاستثمارات الأجنبية في إفريقيا، مساهماً بذلك في تحقيق التكامل الاقتصادي للقارة ورفع صوتها في المحافل الدولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض