
المجمع الشريف للفوسفاط يحقق نمواً ملحوظاً في نتائج أعماله بفضل استراتيجيات مرنة وطلب قوي على الأسمدة
كشفت معطيات حديثة أن المجمع الشريف للفوسفاط (OCP) قد تمكن من رفع رقم معاملاته إلى 69 مليار درهم حتى متم شتنبر 2024، مقارنة بـ 61 مليار درهم في نفس الفترة من العام الماضي. ويعد هذا الارتفاع نتيجة لعدة عوامل رئيسية، أبرزها الظروف المواتية في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى نجاح المجموعة في تحسين كفاءتها التشغيلية، مما عزز مكانتها كقوة رائدة في سوق الأسمدة الفوسفاطية العالمية.
وأظهرت المؤشرات المالية للمجموعة تحقيق نمو كبير في الأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين (EBITDA)، حيث ارتفعت إلى 27 مليار درهم حتى نهاية شتنبر 2024، مقارنة بـ 17.2 مليار درهم في نفس الفترة من 2023. ويعكس هذا الارتفاع نموًا بنسبة 39% في هامش الأرباح، وهو ما يعزز التوقعات بإمكانية استمرار هذا الأداء القوي. كما بلغت النفقات الاستثمارية للمجموعة 29.8 مليار درهم.
وفي بلاغ مالي صادر عن المجمع، تم التأكيد على أن ظروف السوق خلال الفصل الثالث من العام الجاري كانت مشابهة لتلك التي سادت في الفصل الثاني. فقد استمرت أسعار الأسمدة الفوسفاتية في الارتفاع، وذلك بفضل العرض المحدود، والذي يرجع أساسًا إلى القيود المستمرة في إمدادات الصين. وأكد البيان أن الطلب على الأسمدة كان قويًا في الأسواق الرئيسية مثل أوروبا وإفريقيا، كما تحسن الطلب بشكل ملحوظ في البرازيل خلال الفصل الثالث، مما ساعد على تعويض التأخيرات في عمليات الشراء التي كانت قد حدثت في وقت سابق من العام.
كما واصل المجمع الشريف للفوسفاط تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة المتخصصة مثل “ثلاثي سوبر فوسفاط” (TSP) بفضل مرونته الصناعية والتجارية. وتمكن من تسليم كميات كبيرة في الوقت المحدد، حيث سجلت مبيعات هذه المادة زيادة ملحوظة بنسبة 54% مقارنة بالعام الماضي. ويعكس هذا النجاح استراتيجية المجموعة في توسيع عروض الأسمدة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمحاصيل والتربة المحلية، مما يعزز الزراعة المستدامة وأكثر كفاءة.
وتعزى الزيادة في نتائج المجموعة المالية إلى نمو صادراتها عبر ثلاثة قطاعات رئيسية: الصخور، الأسمدة، وحمض الفوسفوريك. وأوضح المجمع أن مبيعات حمض الفوسفوريك شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بفضل زيادة الطلب في الأسواق الأوروبية والهندية، ما أدى إلى تحفيز الكميات المصدرة. من ناحية أخرى، ساعدت الزيادة في صادرات الصخور على تقليل تأثير انخفاض مداخيل هذا القطاع.
وتواصل المجموعة تعزيز استثماراتها في مشاريع استراتيجية تهدف إلى تسريع التحول الطاقي وتحقيق استدامة في مختلف القطاعات. ففي إطار شراكتها مع شركة ENGIE، وقع المجمع الشريف للفوسفاط اتفاقية استراتيجية لتسريع التحول الطاقي، من خلال إطلاق مشاريع طموحة في مجالات الطاقات المتجددة، وتخزين الطاقة، والهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء، بالإضافة إلى مشاريع تحلية المياه المستدامة.
كما حصل المجمع على قرض بقيمة 200 مليون يورو من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD) لتعزيز الأمن المائي في المملكة. سيوجه هذا التمويل لبناء محطتين لتحلية المياه في مواقع الجرف الأصفر وآسفي، حيث ستساهم هذه المنشآت الجديدة في تلبية الطلب المتزايد على الحلول الزراعية المستدامة، مع إنتاج حوالي 35 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا.
في خطوة أخرى نحو تعزيز الأمن المائي، أعلن المجمع عن قرض بقيمة 100 مليون يورو من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، بهدف تحسين إمدادات المياه المستدامة اللازمة لإنتاج الأسمدة ودعم الفلاحين والمجتمعات المحلية في المغرب. سيساهم القرض في بناء خط أنابيب طوله 219 كيلومترًا، لنقل المياه المحلاة من محطات التحلية إلى مواقع الإنتاج في خريبكة، حيث يُتوقع أن يصل إلى طاقة سنوية إجمالية قدرها 80 مليون متر مكعب.