ثقافة

تجليات السيرة النبوية في الشعر الملحون – الحلقة الأولى

د. منير البصكري الفيلالي / أسفي  :
ها نحن نستقبل شهر رمضان المبارك ، وهي فرصة ومناسبة لعرفان النعمة والشكر عليها ، ووقفة للتأمل فيما أفاء الله على عباده من بركات وخيرات ببزوغ السراج المنير ، سيدنا ومولانا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .”
إن وجوده صلى الله عليه وسلم ، نقطة تحول جذري في وجود الإنسانية ، ومنعطفا مهما وأساسيا في تاريخها . ولعل الحديث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو تنويه بشخصية الحبيب عليه الصلاة والسلام وتخليد لها ، وتذكير بنهضة أمة كان قوام حياتها ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من قول وعمل وسلوك . فمن حق خير البرية علينا أن نتمثل سيرته ونعيدها في نفوسنا ، وأن نضع منهجه موضع القدوة ، وأن نختار لحياتنا العامة والخاصة هديه ومناقبه وأخلاقه .. وهذه هي الطريقة التي تأسى بها الرعيل الأول ، فكانوا بحق ” خير أمة أخرجت للناس ” .
لذلك ، فسيرته صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة يقتدى بها البشر ، وتذكرة لمن ألقى السمع وهو شهيد .. هي سيرة ملهمة خالدة ، ستظل على مدى الأجيال والأحقاب موطنا غنيا بالأسرار والتأمل ، وامتدادا دائما لوحي السماء ، بل إن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وما يزال الأساس المتين في الانتشار الهائل للإسلام . ويمثل هذا الخلق القويم مجموعة من القيم المثالية والأفعال والأقوال الصادقة المخلصة ، صفحات مشرقة من التعامل اليومي مع الحياة في أجمل وأكمل وأبسط صورها . ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعش في برج عاجي ، ولم يختص بصور خارقة من الأعمال تصعب على أمته ، وإنما كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الناس كواحد منهم . وهنا تكمن عظمة رسولنا الكريم ، كما تأتي عظمة وخلود سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم وأسباب وجودها حية زاخرة بالعطاء . فمنذ فجر الإسلام والقلوب تهفو إلى محبته صلى الله عليه وسلم ، وتتأسى بسيرته وتتسابق إلى إبراز محاسنه ونشر سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم .
عن السيدة عائشة زوج رسولنا الكريم رضي الله عنها قالت : ” كان خلقه القرآن ” والقرآن كتاب الله وكلماته التامة .. ومن كان كذلك ، كان أحسن الناس وأكملهم وأحقهم بمحبة خير خلق الله جميعا .
هكذا يبدو أن السيرة النبوية العطرة سجل أمين لحياة نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله ومرآة صافية لأخلاقه وأحواله وشمائله ، وهي أيضا السراج المنير الذي أقامه الله تعالى على الأرض ليضيء للبشرية طريقها القويم . فهو صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للكمال البشري . ومن هذا المنطلق ، كانت السيرة النبوية من خلال مواقفها الإنسانية المضيئة ، القدوة الحسنة والنموذج الأسنى للناس جميعا ، تدعوهم إلى الخير والهدى والصلاح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض