ثقافة

صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 17

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

        اليوم ، سنتحدث عن سيدة حافظت على تراث حضاري متميز ، أثبتت من خلاله قدرتها الفائقة على الإبداع ، ونقصد هنا ، فن الطرز ، وهو تراث لا يقدر بثمن . وحرفة الطرز او التطريز ، لم تكن لتصمد وتستمر لولا ما لقنته السيد الياقوت الطالبي ( امي الياقوت كما كان يحلو لنساء أسفي أن ينادوها به ) لغير قليل من نساء مدينة أسفي ، وذلك بهدف الحفاظ على هذا الموروث التقليدي . فإليها يرجع الفضل في تعليم فن الطرز لنساء هذه المدينة العريقة .. وفعلا ، نجحت ( أمي الياقوت ) في الحفاظ على هذا الإرث ونقله عبر الأجيال إلى أن وصل إلينا في الألفية الثالثة . C:\Users\user\Desktop\الياقوت.jpg

   ولعل المرأة في أسفي أثبتت باختياراتها الثوب ونوع التطريز، أنها مرهفة الإحساس قادرة على اكتشاف ذاتها ومحيطها، وعلى خلق نماذج لها علاقة بتطورها الحضاري الإنساني . ومن هذه الزاوية، ننظر إلى القفطان الأسفي الذي لا ينفصل عن محيطه وعن ثقافته المتوارثة. فهو تعبير عن الارتباط بالبيئة والثقافة والهوية .
  
ولدراسة هذا القفطان والوقوف عند الخصوصيات التي تميزه عن غيره، لا بد من معرفة الحيز المكاني الذي دفع المرأة الآسفية إلى اختيار رسومات وتطريزات معينة دون غيرها فحاولت أن يكون الثوب مناسبا مع جسدها دون زيادة ، مع أنها تترك ساقيها ظاهرتين .     وإذا كانت هذه المرأة لا تعرف أحيانا مدلولات تطريز قفطانها، فإننا يمكن أن ندرك أن ما من حركة أو رسم أو نقش ، حتى وإن كان عفويا أو خياليا، مقلدا أو مبتكرا، فهو خارج المكان والزمان .. لهذا، فهو تعبير حي عن واقع قائم ، مرتبط بالثقافة المحلية. . يحمل بصمات ( أمي الياقوت ) التي أبدعت في تعليمها لفنون الطرز في أسفي .

يتبع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض