مجتمع

ليدك تستهتر بزبنائها الأوفياء. عشوائية في الفوترة وتهديد بتعليق التزويد، وانقطاعات متكررة دون سابق إنذار

عبد اللطيف أفلا
يعرف قطاع الماء والكهرباء بالمدينة القديمة للدار البيضاء هرجا ومرجا وفوضى من قبل شركة ليدك.. وتتمثل هاته العشوائية بالدرجة الأولى في توصل المستهلك بمقدار استهلاكه للماء والكهرباء عن طريق الورقة الزرقاء، إشعار قبل تعليق التزويد حتى لو كان يؤدي واجباته الشهرية بانتظام وليس عليه مبالغ غير مؤداة، وبعد أسبوع من تلك الورقة الزرقاء يتوصل بأخرى وردية، وهي تذكير بإشعار تعليق التزويد.
ولد هذا العبث في عدم احترام المستهلك قلقا وانزعاجا لدى بعض ساكنة المدينة القديمة، والذين بحسب استطلاعنا لا يتوصلون بالورقة الأصلية التي اعتادوها عند بداية كل شهر، بل مباشرة بالإنذار، ثم تجد زبونا ليس عليه تأخيرات في أداء مستحقات الاستهلاك فيتم تعليق تزويده بالماء، في حين يجاوره مستهلك عليه عشرات الآلاف من الدراهم غير مؤداة.
أجرينا استجوابا مع مصطفى أحد المتضررين من عشوائية الفوترة، وعبثية تعليق التزويد، فأجابنا كالتالي:
” الصراحة هناك فوضى في هاته المسألة، والأسوء لا حياة لمن تنادي، وليست أنا لوحدي، بل هناك الكثير من المواطنين يتوصلون فقط بورقات الإنذار بالرغم من انتظام أدائهم واجبات الاشتراك دون تأخير.. وهذا ليس شيئا سهلا، لأنه يخلق قلقا نفسيا وانزعاجا، حيث انك تضطر لتدبير أمرك وأداء مبلغ الاستهلاك في نفس اليوم مخافة إقدام ليدك على تعليق تزويدك..”
السي مصطفى، ألم تجرب يوما ان تتأخر عن الأداء لبضع أيام، فلربما الورقة الوردية أو حتى نصف الورقة البيضاء، هي فقط للإخبار ..؟
“.. حدث هذا فعلا، وهذا قبل الجائحة، حيث انني توصلت بإشعار تعليق التزويد رغم مرور 20 يوما على توصلي بالفاتورة، وبينما انا أفتح الصنبور بالمطبخ، فإذا بي اجد الماء مقطوعا، قمت فورا وبغضب شديد وأديت واجبي بوكالة تسهيلات، ثم اتجهت مباشرة إلى وكالة زنقة الجزائر، لرفع شكوى لدى الإدارة عن هذا العبث، لأن الذي علق تزويدي بالماء، ترك من في ذمتهم عشرات الآلاف من الدراهم غير مؤداة، وقصدني لوحدي فقط بمضي 20 يوم على الفاتورة، فالمعروف ان هناك غرامات مادية على التأخير من 20 درهم إلى 100 درهم، ليس قطع الماء أو الكهرباء مباشرة، وهو ما يثير أكثر من تساؤل واستفهام… هل هذا الذي يقوم بالتعليق لا يفكر، ولا يراقب الفواتير أم انه رجل آلي يأتمر فقط، ولا عقل له في الاطلاع على الأوامر والأوراق !!… للأسف لم أجد المدير، فأخبرني الحارس بأن أقوم بإعادة تشغيل الماء بيدي لأنك لن تجد من يرافقني لإعادة تشغيل الماء مهما طال انتطاري، كما أنه اخبرني أن لا أحد يرتاد على الوكالة في هاته الحالة بسبب الفوضى التي تقوم بها ليدك، ولعلمك القليل القليل في المدينة القديمة من يؤدي الفاتورة.. وإذا حصل نفس الشيء أو أنك تصادفت مع من يعلق التزويد فقم بمنعه بالقوة لأنك زبون وفي لا تتأخر عن أداء فواتيرك.. ولعلمك.، لن تجد ابدا من يتجاوب معك هنا.. ”
مؤخرا وخلال هذا العام، أخبرنا مستهلك معروف بأداء فواتيره دون تأخر، وهو زبون وفي لعشرات السنين، أنه توصل بفاتورة تعليق التزويد رغم مضي 10 أيام فقط، والمصيبة أنه أُرغم بأداء 54 درها غرامة على تأخير 10 أيام فقط، وعندما اتجه غاضبا إلى وكالة ليدك، أخبروه بألا يهتم لأن ليدك تشتغل دون نظام مؤخرا، وأنه ليس الوحيد من عانى من هذا المشكل، و ليدك تقترب من الرحيل بعد 26 سنة، وترك تدبير الماء والكهرباء لغيرها بحلول عام 2027.

يعاني بعض زقق ودروب المدينة القديمة أيضا من إهمال وتجاهل ليدك لامتلاء قنوات الصرف الصحي، واحتراق مصابيح الإضاءة الليلية، فمثلا كما في الصورة المرفوقة بهذا المقال، هذا المصباح بدرب العمين زنقة لالة تاجة، منطفئ لما يقرب من 3 أشهر، والساكنة بصغارها وكبارها يمرون ليلا وسط الظلام، والغريب عدم إبلاغهم الوكالة بالمشكل، لماذا؟
سألنا سيدة من ساكنة زنقة لالة تاجة، لماذا عدم اتصالكم بمصلحة الزبناء لتغيير مصباح الزنقة، فأجابتنا كالتالي:
“.. لم نتصل بليدك لأنها لن تتجاوب معنا أبدا، وقد اعتدنا على ذلك، لذلك نحن صابرين على الظلام، وهذا حالنا، والأسوء من هذا عندما يفيض الواد الحار على الدرب.. سبق يوما ان امتلأت قنوات الصرف الصحي عن آخرها، وفي وضعية عاجلة اتصل كل الساكنة نساء ورجالا لعشرات من المكالمات مع مصلحة الزبناء، وتم تسجيل أسمائنا وأرقام مساكننا لدى من نتصل بهم، فلم نلمس أي تجاوب فوري يعكس روح المواطنة لدى الشركة، واحترامها لكرامة المستهلك وحقه في خدمة جيدة، وبقي الحال لأيام وأيام، حتى سئمنا من الاتصالات حتى جاءت فجأة، وعندما سألنا العاملين الذين جاؤوا لإفراغ القنوات، اخبرونا انهم لم يأتوا بناء على شكاياتنا المتكررة، بل في إطار جولة مراقباتية حتى تواجهوا مع الوضعية دون سابق علم… لهذا السبب لم نتصل بليدك لإصلاح المصباح، لأننا اعتدنا عدم تجاوبها مع الزبناء، تستهتر بنا كما لو كنا نتسولها، هي فقط جاهزة لرفع مبلغ الفاتورة وتطبيق غرامات التأخير وتعليق التزويد..”
مصيبة أخرى، ساكنة المدينة القديمة للدار البيضاء، مرة مرة تتفاجأ بانقطاعات للكهرباء دون سابق إخبار. حيث سبق أن أكمل المواطن فطور رمضان تحت الظلام ولأكثر من ساعة، وعند ظهيرة أمس 20 أبريل قبل منصف النهار ولما يقرب من ساعة تم قطع الكهرباء دون سابق إعلام كذلك.. ما يعكس الاستهتار بالمواطن.
ليدك اليوم في قفص الاتهام، غضب متقاعديها، وسخط زبنائها، فهل فعلا هناك إدارة حكيمة تدبر الأمر وتدرك معنى ان تكون مقاولة مواطنة، تأخذ بعين الاعتبار كرامة المواطن، وتحترم حقوق المستهلك المغربي في خدمة جيدة.

Image

Image

Image

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض