
صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 6
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
كَمَا تَرْجَمَ الأُسْتَاذُ لِلسَّيِّدَةِ “فانوا” اللمْتُونِيَّة المَرْأَة التِي كَانَتْ أَكْبَرَ مِثَالٍ لِلشَّجَاعَةِ وَالبُطُولَةِ النَّادِرَةِ التِي جَعَلَتْهَا تَسْتَمِيتُ فِي سَبِيلِ الدِّفَاعِ عَنِ القَصْرِ اللمْتُونِي حَتَّى آخِرِ نَفَسٍ مِنْ حَيَاتِهَا حَيْثُ سَقَطَتْ فِي مَيْدَانِ القِتَالِ ثُمَّ ضَرَبَ مَثَلاً لِأَدَبِ المَرْأَةِ المَغْرِبِيَّةِ بِأَمَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاعِرَةِ الأَدِيبَةِ التِي تَقُولُ فِي قَصِيدَةٍ مُخَاطِبَة أَبَاهَا :
غَلَبَ السُّرُورُ عَلَيَّ حَتَّى أَنَّهُ — مِنْ فَرْطِ مَا قَدْ سَرَّنِي أَبْكَانِي
يَا عَيْنُ صَارَ الدَّمْعُ عِنْدَكَ عَادَةً — تَبْكِينَ فِي فَرَحٍ وَفِي أَحْزَانِ
ثُمَّ يَنْتَقِلُ الأُسْتَاذُ إِلَى العَصْرِ المُوَحِدِي فَذَكَرَ لَنَا 28 تَرْجَمَةً مِنْ تَرَاجُمِ نِسَائِهِ الشَّهِيرَاتِ يَبْتَدِئُهَا بِتَرْجَمَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ الخَلِيفَةِ عَبْدِ المُؤْمِنِ التِي يَقُولُ عَنْهَا أَنَّهَا كُرِّمَتْ فِي حِيَاضِ العِلْمِ وَخُصُوصاً عِلْمَ الأُصُولِ، وَأَنَّهَا أَخَذَتْ ذَلِكَ عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيمَ إِمَامِ التَّعَالِيمِ وَالفُنُونِ فَكَانَتْ عَالِمَةً صَائِبَةَ الرَّأْيِ، ثُمَّ يَسْتَرْسِلُ فِي تِعْدَادِ نِسَاءِ هَذَا العَصْرِ الزَّاهِرِ بِمُعَلِّمَاتٍ وَأُسْتَاذَاتٍ وَأَدِيبَاتٍ وَسِيَاسِيَاتٍ وَطَبِيبَاتٍ وَمُمَرِّضَاتٍ، كَحَفْصَةَ أُسْتَاذَةِ نِسَاءِ المَنْصُورِ، وَأُمَّيْ عَمْرُو بِنْتَيْ أَبِي العَلاَءِ وَأَبِي عَمْرُو اللتَيْنِ كَانَ لَهُمَا شَأْنٌ كَبِيرٌ فِي صِنَاعَةِ الطِّبِّ عِنْدَ المَنْصُورِ، وَكَسَعِيدَة بِنْتِ مُحَمَّدٍ الأَدِيبَةِ الكَاتِبَةِ النَّاسِخَةِ لِعِدَّةِ كُتُبٍ، وَلِغَيْرِهَا مِنْ كَثِيرٍ مِنَ النِّسَاءِ اللائِي كُنَّ مُشْتَهِرَاتٍ بِالعِلْمِ وَالأَدَبِ وَالثَقَافَةِ مَا اشْتَهَرَ عَصْرُنَا المُوَحِّدي بِذَلِكَ
ثُمَّ يَنْتَقِلُ الأُسْتَاذُ إِلَى عَصْرِ المَرِينين فَذَكَرَ لَنَا 15 تَرْجَمَةً مِنْ تَرَاجُمِ نِسَائِهِ اللاتِي اشْتَهَرْنَ بِالأَدَبِ وَالعِلْمِ وَالصَّلاَحِ وَالتَّصَوُّفِ فَيَرْوِي لَنَا كَثِيرًا مِنْ شِعْرِ الأَدِيبَاتِ وَطُرَفِهِنَّ وَكَثِيراً مِنْ حِكَايَاتِ العَالِماتِ وَخَوَارِقِ المُتَصَوِّفَاتِ وَالرَّاحِلاَتِ وَمَا كَانَ لَهُنَّ مِنَ المُشَارَكَةِ
لِلرِّجَالِ فِي كُلِّ مَيَادِينِ الأَعْمَالِ الخَيْرِيَّةِ، مِنْ صَدَقَةٍ وَنُسُكٍ وَقِيَامٍ بِالدَّعْوَةِ إِلَى الخَيْرِ وَالإِرْشَادِ إِلَى الصَّلاَحِ وَالتِّرْحَالِ إِلَى بِلاَدِ اللهِ المُقَدَّسَةِ، كَالفَقِيهَةِ أُمِّ هَانِئٍ وَالفَقِيهَة الصَّالِحَة جَدَّة الشَّيْخِ زَروق وَالأَدِيبَة الشَّاعِرَة سَارَة الحَلَبِيَّة ثُمَّ الفَاسِيّة التِي رَوَى لَنَا كَثِيراً مِنْ شِعْرِهَا وَنَثْرِهَا وَأَدَبِهَا الذِي كَانَتْ تُخَاطِبُ بِهِ العُلَمَاءَ وَالأُدَبَاء .à
ثُمَّ يَأْخُذُ الأُسْتَاذُ فِي تِعْدَادِ نِسَاءِ العَصْرِ السَّعْدِي فَيَتَحَدَّثُ لَنَا بِمُقَدِّمَةٍ عَن عِلْمِهِ وَأَدَبِهِ وَأَثَر التَّرْبِية النِّسْوِية فِي ذَلِكَ، ثُمَّ يُتَرْجِمُ لِثَلاَثِينَ امْرَأَةً مِنْ شَهِيرَاتِ نِسَائِهِ ذَاكِراً أَثَرَهُنَّ فِي الاِصْلاَحَاتِ العَامَّةِ فِي العِلْمِ وَالأَدَبِ وَالَمدَنِيَّةِ وَالعُمْرَانِ وَبِنَاءِ القَنَاطِرِ وَالدُّورِ لِإيوَاءِ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ النَّازِحِينَ عَنْ بِلاَدِهِمْ وَبِنَاءِ المَسَاجِدِ وَالمَدَارِسِ وَحَضِّ رِجَالِهِنَّ عَلَى القِيَامِ بِشُؤُونِ الرَّعِيَّةِ وَالعَطْفِ عَلَيْهَا وَالإِحْسَانِ إِلَيْهَا وَالدَّعْوَةِ إِلَى الخَيْرِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قُوَّةَ الجِنْسَيْنِ كَانَت تَسْعَى لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالحَضَارَةِ العُمْرَانِيَةِ يَداً بِيَد .
كَمَا يُعْطِينَا الأُسْتَاذُ صُورَةً وَاضِحَةً لِحَزْمِ المَرْأَةِ المَغْرِبِيَّةِ وَطَلَبِهَا المَجْدَ وَالشَّرَفَ وَرُكُوبَ الأَخْطَارِ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ كَالأَمِيرَةِ سَحَابَةَ الرَّحْمَانِيَّة التِي لَعِبَتْ أَدْوَاراً كَبِيرَةً فِي سَبِيلِ تَوْلِيَةِ المَغْرِبِ لِوَلَدِهَا عَبْدِ المَالِكِ الغَازِي وَنَزْعِهِ مِنْ أَخِيهِ المُتَوَكِّلِ، وَسَفَرِهَا إِلَى تُرْكِيا –دَارِ الخِلاَفَةِ إِذْ ذَاكَ .- فِي سَبِيلِ ذَلِكَ حَتَّى نَالَتْ بُغْيَتَهَا وَدَرَكَتْ مَا سَمَتْ إِلَيْهِ
يتبع …