ملتقى “تجليات خطية” يحط ِرحاله بمدينة مراكش

MCG24

نشرا للوعي بالثقافة الخطية إدراكا وتلقينا، كهوية حضارية وموروث ثقافي بقاعدة صلبة أصيلة، ترفع الخط العربي وفي مقدمته الخط المغربي مكانا عاليا، شكلت سنة 2016 انطلاقة مؤسسة أهلية من قبل ثلة من خريجي الفوج الأول لشعبة الخط العربي بأكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، هي جمعية منتدى حروف للفن والإبداع، التي حملت وكذلك ستواصل حمل شعارها “هوية ثقافية وقيم فنية” كي يكون الحرف العربي مشقا وزخرفة، ركيزة من بين ركائز التنمية البشرية والاجتماعية بالمملكة المغربية..

لأجل كل ذلك، رسمت الجمعية طريقا لتحقيق أهدافها من خلال تنظيم تظاهرات دورية تتشكل وتتجلى على دروب الخط العربي، حيث مثل إطلاق النسخة الأولى لمعرضها “تجليات خطية” عام 2018 اللبنة الأساسية والثقيلة لبناء منارة الخط العربي طبقا عن طبق..

وستجري اليوم 20 شتنبر فعاليات الدورة الرابعة لتظاهرة “تجليات خطية”، بالمركب الثقافي والإداري محمد السادس بمدينة مراكش التابع لوزارة الأوقاف والشؤون، وذلك في أطار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، لذلك سيعرف هذا الملتقى الجديد تنظيم ندوة علمية بعنوان “نفحات من وحي النبوة”، و سيعرف أيضا رواقا في إبداعات الخطاطين، ثم ورشات في الخط العربي لفائدة أبناء القيمين الدينيين بالمدينة الحمراء، وكل ذلك بتنسيق مع مركز التوثيق والأنشطة الثقافية التابعة للمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مراكش آسفي، في أطار أنشطته العلمية والثقافية والتربوية.

في تصريح للكاتب العام ل”منتدى حروف للفن والإبداع” الأستاذ الخطاط، رشيد بودهاك لجريدة MCG24، شدد على أهمية ربط الصغار بهويتهم الحضارية والثقافية، مشددا على جوهر الارتباط برسالة الخط العربي داخل المنتدى.

” بداية وقبل أي شيء، لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل والكبير، والدعاء الخالص لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله بالنصر والتمكين والسداد، على تكريمنا و تشريفنا بالتتويج كأول فوج يتخرج من أكاديمية الفنون التقليدية في شعبة الخط، والتي كان له الفضل الكبير والجزاء الأوفى في إحداثها ضمن شعب الاكاديمية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء… نَعم سنواصل طريقنا دون توقف في جمعية منتدى حروف للفن والإبداع من خلال المعرض السنوي “تجليات خطية”، وكذلك من خلال ملتقى “مشق وزخرفة” احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، من أجل تحقيق الأهداف التي سطرتها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2018، وهي نشر الثقافة الخطية في المجتمع، و ترسيخ الثقافة العمرانية والبيئية من خلال الحث على الاهتمام بالمحيط البيئي والاعتناء بالطابع الحضاري والعمراني، و تنمية علاقات التعاون والشراكة وتبادل الخبرات مع كل هيئة عامة أو خاصة وطنية أو أجنبية في مجال فنون الخط العربي.. ونتطلع في المنتدى أيضا إلى تقنين جودة خطوط الإعلانات الإشهارية والإعلامية، والاهتمام بجميع الفنون المتصلة بمجال الخ ، من زخرفة و صناعة ومعالجة الورق، وصناعة الأحباروالأمدة..”

وواصل الأستاذ بودهاك في حديثه مع MCG24 بخصوص أهداف المنتدى:

“..على رأس كل ذلك نهدف إلى إدماج فن الخط العربي في المنظومة التعليمية، قصد طبع التراث الخطي في ذهن الناشئة، وشحن استشعارهم بجماليته وأصالته حرفا رسما وتشكيلا، وذلك عبر المساهمة في إنشاء المدارس والمعاهد والمنتديات التعليمية لتدريس فنون الخط العربي، والمساهمة في رفع المستوى المهني والتعليمي للخط العربي عموما والمغربي خصوصا، لذلك وكما تتابعون وضمن برامج وأنشطة ملتقياتنا، ننظم دائما ورشة تكوينية في فن الخط العربي لفائدة الأطفال تلاميذ المؤسسات التعليمية كصورة مصغرة للفصل الدراسي.. ونرجو من الله تعالى ان نُوفق في أن يتحول المشهد حقيقة وحكما في المعاهد والمدرسة المغربية..”

يُذكر أن النسخة الثانية لتظاهرة جمعية “منتدى حروف للفن والإبداع”، وهي تجليات خطية كانت في شهر ماي 2019، وتضمنت أروقة لعشرات من اللوحات في الخط والحروفية، كما تضمنت ورشة تكوينية في فن الخط الكوفي المرابطي بدءا بالتعريف بتاريخه وأساسياته ونماذجه، وكل تلك الأنشطة كانت في رحاب المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.

واختارت النسخة الثالثة لمعرض تجليات خطية العام الماضي 2023، والتي حملت اسم شيخ الخطاطين المغاربة الأستاذ محمد المعلمين، خطوط المصاحف محورا لها، وتميزت بغناها وتنوع برامجها وأنشطتها مقارنة مع سابقاتها من الدورات، حيث عرفت عقد ندوات فكرية وعلمية، وتكريم أسماء وطنية بارعة في فن الخط والزخرفة، وزيارة خاصة لشيخ الخطاطين أحمد المعلمين داخل بيته، كما أقيمت زيارات لمرافق وفضاءات المكتبة الوسائطية بداء بأكاديمية الفنون التقليدية، التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، كما استقبلت هذه التظاهرة الثقافية زيارات لتلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، وتقديم ورشات لهم في فنون الخط والحروفية.