
غياب المسؤولين في الوداع الأخير للراحل “بلمودن” يكشف اللثام عن تهميش رموز “تيرويسا”
عبدالرحيم لحبابي.
فقدت الساحة الفنية الأمازيغية أحد أعمدتها برحيل الرايس الحسن بلمودن، الذي غادرنا في صمت مخلفاً وراءه إرثاً فنياً وثقافياً لا يقدر بثمن لكن جنازته، التي شهدت حشودا من عشاق فنه “ترويسا” من مختلف أنحاء المملكة وخارجها،اماطت الثام عن غياب واضح للمسؤولين والمنتخبين المحليين، الشيء الذي اثار إستياء العديد من محبيه والفنانين وأعاد للواجهة التهميش الذي يطال الفنانين الأمازيغ بالمغرب.
هذا وكان الرايس الحسن بلمودن قيد حياته وفياً لربابه وللتراث الأمازيغي،وبفضل مثابرته وتعاونه مع الروايس إستطاع أن يطور فن تيرويسا لتتجاوز شهرته حدود المغرب بفضل إبداعاته الفنية التي رسخت مكانة الأغنية الأمازيغية في المشهد الثقافي الوطني والدولي. ومع ذلك، فإن وداعه الأخير لم يحظَ بما يليق بمكانته، خاصة من طرف الجهات الرسمية التي فضلت عدم الحضور في جناته وتنكرت لكبير وميسترو الروايس الذي رسخ حياته للرباب و للفن الأمازيغي.
أبناء مدينة الإنبعاث ومحبوه لم يخفوا استياءهم من هذا التجاهل، معتبرين أن غياب المنتخبين والسلطات المحلية في مثل هذه المناسبات يعكس تقصيراً واضحاً وتمييزا وحيفا وتنكر لرموز الفن الأمازيغي.
إبراهيم فاضل، أحد الإعلاميين باكادير، قال في تصريح صحفي ل MCG24: “من المؤسف أن يتم تجاهل إسم كبير كالرايس الحسن بلمودن، الذي رفع راية الثقافة الأمازيغية عالياً وفي جميع المحافل والتظاهرات الوطنية و الدولية، و هذا الغياب في وداعه الأخير إنما يكشف عن ضعف إهتمام المسؤولين برموز الثقافة والفن الذين صنعوا إشعاعاً كبيراً لهذه الجهة”.
جدير ذكره أنه ورغم هذا الغياب الرسمي، فقد شكلت جنازة الرايس بلمودن شهادة كبيرة على حب الناس له وإخلاصهم لفنه، حيث توافد المئات من محبيه من مختلف المدن، في مشهد يعكس المكانة الكبيرة التي يحظى بها لدى جمهوره العريض.
لكن جنازة المايسترو فتحت النقاش من جديد وجددت الدعوة لإعادة النظر في طريقة تعامل المسؤولين مع رموز الثقافة والفن، وألحت على ضرورة أن يحظى هؤلاء بما يليق بمكانتهم، ليس فقط عند وفاتهم، ولكن أيضاً أثناء حياتهم.