
علي شتور يؤكد حقيقة ري الحقول بمياه الصرف الصحي باولاد صالح
عبد اللطيف أفلا
تعود حقيقة سقي المزروعات بمياه الصرف الصحي إلى الواجهة مرة أخرى، فبعدما تناساها المستهلك المغربي، وتغافل عن أخبارها التي راجت بين الناس أمام انعدام إثبات بحثي أو مخبري ينفي كونها إشاعة، ويؤكد صدقها، يعود من جديد لتداولها، كونه الضحية الأولى والأخيرة لسموم الخضر والفواكه وغيرها من المحاصيل الزراعية، بيد أن هاته القضية المشتعلة في الآونة الأخيرة، بمنطقة اولاد صالح بإقليم النواصر بالدار البيضاء، تأرجحت الأقاويل بخصوصها بين مشكك ومؤكد.
هل ما يروج بخصوص استعمال المياه غير المعالجة في ري الحقول من قبل مزارعي ولاد صالح، حقيقة أم هو مجرد إشاعة؟. إجابة على هذا التساؤل، أجرى الموقع الإخباري MCG24، لقاءا مع الأستاذ علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، فأكد لنا صحة الادعاءات:
” بالفعل، تأكدت صحة الادعاءات التي تتهم بعض عديمي الضمير، باستعمال مياه الصرف الصحي للري، كما اتضح أخيرا بمنطقة اواد صالح الفلاحية التابعة لإقليم النواصر بالدار البيضاء.. حيث أن بعض الفلاحين تذرعوا بالجفاف، وندرة المياه بسبب قلة أو انعدام التساقطات المطرية، ليقوموا سقي وري أرضيهم و محاصيلهم الزراعية باستخدام المياه العادمة للربح السريع، على حساب جيوب و صحة المواطن دون شفقة ولا رحمة..”
وتابع السيد علي شتور بخصوص مخاطر تلك المنتوجات الفلاحية على البيئة وصحة المستهلك قائلا :
“.. الجدير بالذكر أن هناك عدة جوانب خطيرة لهذه الممارسات صحيا وبيئيا، قد تؤدي الى انتشار الأمراض و تلويث التربة والمياه الجوفية، والتأثير على جودة المحاصيل الزراعية التي تصل الى المستهلكين، ويمكن أن تكون السبب المباشر في انتشار التسممات الغذائية التي انتشرت في الآونة الأخيرة .. بالإضافة إلى معاناة السكان من الروائح الكريهة و انتشار الحشرات، مثل الناموس والذباب بشكل كبير وقد لا يقتصر هذا على المشاكل الجلدية والتنفسية، بل قد يتعداها ليشمل أمراضًا معدية ناتجة عن تلوث البيئة المحيطة، كأمراض الكبد والفشل الكلوي، إضافة إلى أمراض صدرية..”
وطالب الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك خلال حديثه مع جريدة MCG24، الحكومة بفرض رقابة صارمة، طبقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في مجال السلامة الصحية، مع تشديد العقوبة على المخالفين، لمنع استعمال المياه الغير معالجة في الزراعة، مع اعتماد برامج تحسيسية وتوجيهية للفلاحين، من أجل اعتماد سبل الزراعية المستدامة وتوفير بدائل اكثر امانا.
وأضاف المتحدث : “مع التضخم السكاني تزداد نسبة مياه الصرف الصحي، و بدل تأخذ طريقها إلى البحر، فتسبب في تلوث المياه والشواطئ، يجب القيام بتصريفها نحو احواض خاصة قصد معالجتها بشكل مناسب، وفي النهاية يمكن الاستفادة منها في ري المزروعات بشكل آمن ومستدام”
ودعا الأستاذ شتور وسائل الإعلام الوطنية إلى المساهمة في تنوير الرأي العام بخصوص هذه القضية، كما طالب الجهات المعنية بالانخراط في حملة إعلامية بفعالية كبيرة، لتوضيح الموضوع لكافة المستهلكين داخل وخارج الوطن، وذلك منعا لأي تأثير محتمل على الصادرات الزراعية المغربية.