مجتمع

اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (TDAH) في المغرب: معاناة صامتة ودواء غائب

رغم الاعتراف المتزايد بأهمية الصحة النفسية في المغرب، لا تزال فئة الأطفال والبالغين المصابين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (TDAH) تكابد في صمت، وسط خصاص واضح في التشخيص، ونقص حاد في العلاجات الدوائية الأساسية.

في تصريح مؤثر لموقع MCG24، قالت والدة طفل يعاني من هذا الاضطراب: “بدون الدواء، لا يمكن لابني أن يواصل حياته بشكل طبيعي. كل شيء ينهار حين يتوقف عن العلاج”. هذا التصريح يلخص مأساة يومية تعيشها أسر كثيرة في مختلف مدن المغرب، حيث يتحول البحث عن دواء بسيط إلى سباق مرهق قد ينتهي بخيبة أو بتكلفة باهظة في السوق السوداء.

وتبرز الأدوية المخصصة لهذه الفئة، كأحد أبرز الغائبين عن رفوف الصيدليات المغربية. اختفاؤه لا يعكس فقط إشكالًا لوجستيًا في الاستيراد أو التوزيع، بل يكشف، وفق جمعيات مدنية، عن غياب تصور استراتيجي واضح لإدماج العلاج الدوائي ضمن سياسة الصحة النفسية الوطنية.

الجمعيات النشيطة في هذا المجال دقت ناقوس الخطر، مطالبة بتمكين المختبرات المغربية من تراخيص التسويق (AMM) لهذه الأصناف الدوائية، وبتنظيم سوق التوريد عبر آليات تضمن الجودة والأسعار المناسبة، وتحول دون احتكار الأدوية من قبل جهات محددة.

غياب الأدوية لا يتوقف تأثيره عند العارض الصحي فقط، بل يمتد ليشمل التعليم، والسلوك الاجتماعي، والاستقرار الأسري. فمن بين النتائج الوخيمة التي أفرزها هذا الوضع، يسجل ارتفاع معدلات الهدر المدرسي في صفوف الأطفال المصابين، وازدياد حالات التوتر والإجهاد داخل الأسر، بل ووصول البعض إلى حافة الإقصاء الاجتماعي والوصم.

وحسب الأسر والجمعيات الفاعلة في المجال، رغم الجهود المحدودة التي تبذل من بعض الفاعلين، يبقى الحل بعيد المنال دون إرادة واضحة من الجهات الوصية، وعلى رأسها الوزارة الوصية، التي ينتظر منها التحرك لهيكلة هذا المجال الحيوي. فصحة المواطنين النفسية ليست ترفا، ولا يجب أن تكون حكرا على من يملكون القدرة على اقتناء الدواء بأي ثمن، أو البحث عنه خارج الحدود.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض