ثقافة

تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة موسم طانطان 2025.. احتفاء عالمي بثقافة الرحل في دورة ثرية

طانطان- MCG24

انطلقت بمدينة طانطان فعاليات الدورة الثامنة عشرة لموسم طانطان، في الفترة الممتدة من 14 إلى 18 ماي 2025، تحث الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبشعار بارز يعكس البعد التاريخي لهذا الحدث الثقافي: “موسم طانطان.. شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل”. ويأتي هذا الموسم تتويجا لمسار طويل من الاعتراف الدولي بهذا الموروث اللامادي، الذي يشكل ذاكرة حية للصحراء المغربية ولحضارة إنسانية عريقة تمتد عبر حدود الجغرافيا


عرف الموسم مشاركة وازنة للقبائل الصحراوية من مختلف مناطق المملكة، إلى جانب حضور دولي تمثل في وفود ثقافية من بلدان إفريقية وخليجية، مما أضفى على التظاهرة طابعا عالميا يعكس الأبعاد الحضارية لثقافة الترحال. كما تميز الحدث بتنظيم كرنفال استعراضي ضخم جاب شوارع المدينة، بمشاركة فرق فنية وفلكلورية قدمت لوحات تعبيرية تحاكي طقوس البادية والاحتفالات الشعبية المرتبطة بالحياة الصحراوية.

وشهدت الفعاليات إقامة عدد من الخيام الموضوعاتية التي أبرزت عدد كبير من المهن التقليدية، واللباس الصحراوي، وفنون الطبخ، إضافة إلى عروض فنون الفروسية التبوريدة، وسباقات الهجن، التي استقطبت جمهورا كبيرا من الزوار والسياح. كما احتضنت خيمة الفكر عدة ندوات علمية، ناقشت أدوار التراث في التنمية المستدامة، إلى جانب لقاءات مهنية حول الفرص الاقتصادية والثقافية التي تتيحها الثقافة الحسانية كرافعة للاستثمار المحلي والدولي.

وقد خصص موسم طانطان 2025 اهتماما خاصا بالفئة الناشئة، من خلال فضاءات تربوية وترفيهية موجهة للأطفال، شملت ورشات فنية تفاعلية ومسابقات تعليمية مستوحاة من الموروث الصحراوي. كما تم إحياء مجموعة من الألعاب الشعبية التقليدية التي عكست أجواء البادية وأسلوب العيش الجماعي “كلعبة السيك وكرور ورورح و خمايسة و ضما وهيب و اراح” وغيرها …، في تجربة ثقافية ممتعة وهادفة ساهمت في ربطهم بجذورهم وتعزيز انتمائهم للثقافة الحسانية
ومن أبرز محطات هذه الدورة، الحضور اللافت لدولة الإمارات العربية المتحدة كشريك أساسي، حيث أقامت جناحا متكاملا عرضت من خلاله غنى وتنوع موروثها الثقافي المتقاطع مع ثقافة الصحراء المغربية. وتضمنت المشاركة الإماراتية عروضا حية لتقاليد الضيافة، وطقوس إعداد القهوة العربية، وتقديم مأكولات تراثية مميزة، إلى جانب فقرات فنية وتراثية جسدت نمط العيش البدوي. هذا الحضور المتميز عكس عمق الروابط الثقافية والروحية بين البلدين، وأسهم في ترسيخ روح الانفتاح والتبادل الثقافي التي تميز موسم طانطان.

وتأتي هذه الدورة لتعزز حضور موسم طانطان في الساحة الثقافية العالمية، بعدما أدرجته منظمة اليونسكو منذ 2008 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، اعترافا بما يحمله من قيم التعايش والسلم والتواصل الإنساني. وفي هذا السياق، جددت مؤسسة الموكار، الجهة المنظمة، التزامها بمواصلة العمل من أجل صون هذا الموروث الغني، وتطوير آليات نقله إلى الأجيال القادمة، عبر برمجة تربوية وثقافية منفتحة على محيطها الوطني والدولي

هكذا، شكل موسم طانطان لسنة 2025 لوحة فسيفسائية غنية، احتفى فيها المغاربة ومعهم العالم بثقافة الرحل، وجعلوا من رمال الجنوب منصة لإبراز جماليات الصحراء وروحها العميقة، التي تعبر عن هوية مغربية متعددة الروافد ومتشبعة بقيم الانفتاح والكرم والإبداع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض