
الدكتور أحمد قيلش يدق ناقوس الخطر: العنف بالمغرب ظاهرة متفاقمة تستدعي تدخلا عاجلا.
حذر الدكتور أحمد قيلش، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بجامعة ابن زهر بأكادير، من تصاعد وتيرة العنف داخل المجتمع المغربي، معتبرا أن الظاهرة لم تعد مجرد أحداث معزولة، بل تحوّلت إلى سلوك يومي يؤثث المشهد العام ويهدد استقرار الأسر وتماسك المجتمع.
وأكد الدكتور قيلش، في تصريح لقناة MCG24 في برنامج مع القانون ، أن تنامي حالات العنف يجد تفسيره في جملة من العوامل المتداخلة، على رأسها غياب التربية السليمة داخل الأسرة والمؤسسات التعليمية، ما جعل فئات واسعة من الشباب تفتقر لمنظومة القيم والضوابط الأخلاقية والاجتماعية التي تحصّنهم ضد السلوك العدواني.
كما لفت المتحدث إلى الدور السلبي الذي باتت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي العنيف، مشيرًا إلى أن بعض المنصات أصبحت تشكّل فضاء خصبا لترويج العنف اللفظي والجسدي، بل وتطبيعه في أذهان الناشئة، من خلال ألعاب إلكترونية وفيديوهات تشجع على العدوانية.
وفي السياق ذاته، شدد الأستاذ الجامعي على ضرورة تعامل الأجهزة الأمنية بصرامة مع مظاهر العنف، داعيا إلى عدم التساهل مع السلوكيات الإجرامية التي تهدد أمن وسلامة المواطنين. واعتبر أن التراخي في التصدي لهذه الظواهر يُشجع على التمادي ويكرس شعور بعض الأفراد بالإفلات من العقاب.
وشدد الدكتور قيلش على أن محاربة العنف تستوجب مقاربة شمولية متعددة الأبعاد، تنطلق من إصلاح منظومة التربية والتكوين، مرورا بتأهيل الأسر ودعم دورها التربوي، وصولًا إلى مراجعة السياسات العقابية بما يضمن الصرامة والعدالة في آن واحد، إلى جانب تحصين الفضاء الرقمي من المحتويات المحرضة على العنف.