أخبار دولية

السعودية تطلق رحلة استكشافية لمسح الشعاب المرجانية ورسم خرائط لمواضعها حول العالم

أطلقت السعودية “رحلة اسكتشاف الشعاب المرجانية حول العالم”، وهي رحلة بحثية استغرقت 10 سنوات بهدف تقييم الوضع والوقوف على التهديدات الرئيسية التي تتعرض لها الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم باستخدام النهج ثلاثي الأبعاد القائم على العلم والتثقيف والتوعية.

وطافت الرحلة الاستكشافية، التي أطلقتها مؤسسة “خالد بن سلطان للمحيطات الحية” أرجاء محيطات العالم، حيث أجرت المسوح ورسمت الخرائط التي تغطي أكثر من 1000 موطن من مواطن الشعاب المرجانية في 16 بلد ا عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي وكذلك البحر الأحمر.

وأعلن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود رسمي ا اختتام الرحلة، أمس الإثنين، في المؤتمر الدولي لحفظ الطبيعة التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وقد قطعت أكثر من 50 ألف كيلومتر، وأجرت أكثر من 12 ألف رحلة غوص علمية، وتعليم وتثقيف أكثر من 6 آلاف شخص من الطلاب المحليين وقادة المجتمع.

وصرح الأمير خالد، الممول والراعي الرسمي لهذه البعثة البحثية قائلا “لقد أطلقت رحلة اسكتشاف الشعاب المرجانية حول العالم للمساعدة في تكوين حقبة جديدة من المعرفة بشأن الشعاب المرجانية والوقوف على التحديات التي تواجهها”، مضيفا أنه كان يدرك أن هذا الأمر سيتطلب نقل ا هائلا للموارد، والتكنولوجيا المتطورة، كما يتطلب جلب الخبرة إلى حيث توجد الشعاب المرجانية التي تقع في أبعد الأماكن حول العالم.

وقد ت رجم هذا الجهد الدولي الهائل في صورة أكبر بعثة استكشافية في التاريخ لمسح الشعاب المرجانية ورسم خرائطها، حيث استجابت المؤسسة لطلبات تقدمت بها بلدان عديدة لدراسة الشعاب المرجانية. وقد ضمت الرحلة فريق ا يتألف من أكثر من 200 عالم، ومشارك من دعاة حماية البيئة، ومسؤولين حكوميين، وخبراء محليين عملوا جنب ا إلى جنب لإجراء عشرات الآلاف من المسوحات تحت المياه للشعاب المرجانية ومجتمعات الأسماك التي تتخذ من الشعاب المرجانية موئل ا لها. كما ابتكر العلماء خلال الرحلة الاستكشافية طرق ا جديدة لرسم خرائط للشعاب المرجانية من خلال الجمع بين صور الأقمار الصناعية عالية الدقة والوضوح والبيانات التي تم جمعها ميداني ا، وتمكنوا من إنتاج أكثر من 65 ألف كيلومتر مربع من خرائط موائل الشعاب المرجانية، وتشكل هذه الخرائط والمسوحات مع ا مجموعة البيانات المعيارية الأكثر شمولا التي تم جمعها حتى الآن للشعاب المرجانية.

ومن جانبه، قال سام بوركيس، كبير العلماء في مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية وأستاذ ورئيس قسم الجيولوجيا البحرية في مدرسة روزنستيل للعلوم البحرية والجوية بجامعة ميامي، إن الرحلة الاسكتشافية كانت إنجاز ا تاريخي ا هائلا ، ويعود الفضل في نجاحها إلى التخطيط الذكي والرؤية التي اشترك فيها مجموعة واسعة من العلماء والمديرين والتربويين من ذوي التفكير المستقبلي، معربا عن يقينه بأن المعلومات الأساسية المرجعية التي وضعتها الرحلة ستظل مرجع ا لقرون قادمة.

وأضاف بوركيس أن الشراكات الجديدة وغير المتوقعة تلوح بالفعل في الأفق وهي تعكس الطبيعة الشاملة لمجموعة البيانات المذهلة التي تم التوصل إليها، حيث تستخدم وكالة “ناسا” حالي ا الخرائط التي أنتجتها الرحلة الاستكشافية لتساعدها في تغذية حواسيبها العملاقة وتدريبها على رسم خريطة لبقية الشعاب المرجانية في العالم من الفضاء، وفي الوقت نفسه، يستخدم العلماء في جامعة ميامي هذه البيانات لوضع نماذج للعوامل التي تساهم في تعزيز الحالة الصحية للشعاب المرجانية وقدرتها على الصمود.

ومن جانبها، قالت ألكسندرا ديمبسي، مديرة إدارة العلوم في المؤسسة، والتي تولت هذا الأسبوع، تقديم عرض يتناول النتائج التي توصلت إليها الرحلة، أمام المؤتمر الدولي لحفظ الطبيعة، إن البيانات التي توصلت إليها الرحلة الاستكشافية تقدم لقطات واضحة عن الوضع والتهديدات الرئيسية التي تحيق بالشعاب المرجانية خلال مرحلة زمنية حرجة، مضيفة أنه سيتم استخدام هذه النتائج كمعيار للبحث والتحليل في المستقبل، ويمكن لهذه النتائج أيض ا مساعدة البلدان في وضع قائمة أولويات للمناطق الأولى بالمحافظة عليها، وكذلك تتبع التغييرات التي تطرأ على الشعاب المرجانية بمرور الزمن.

وأكدت أن العديد من البلدان، ومن بينها جزر الباهاماس وجامايكا وفيجي وجزر كوك، استخدمت البيانات التي تم جمعها في الرحلة الاستكشافية لسن وتفعيل تدابير جديدة للحفاظ على الشعاب المرجانية مثل إعلان مناطق بحرية محمية وإغلاق مصايد الأسماك، لحماية الشعاب المرجانية في هذه الجزر.

وتم تسجيل مجموعة من الأدلة التي تشير إلى انتشار أزمة حول الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، مع تغير المناخ وتفشي نجم البحر المكل ل بالش وك المفترس الذي تسبب في خسائر كبيرة، حتى في بعض الشعاب المرجانية النائية وغير المطروقة على كوكب الأرض، وقد ظهر على الغالبية العظمى من الشعاب المرجانية التي تم مسحها أيض ا أدلة تشير لحدوث الصيد الجائر، مع وجود عدد قليل من الأسماك الكبيرة وكانت الكتلة الحيوية للأسماك أقل من المتوقع.

وبالإضافة إلى النتائج العلمية، لاحظت البعثة الاستكشافية أيض ا تباين ا واسع ا في المعرفة والإلمام بحياة المحيطات بين المجتمعات التي تعتمد بشكل كبير على الشعاب المرجانية في حياتها وسبل كسب عيشها، وقد عالجت المؤسسة هذه الحاجة من خلال إطلاق برامج تعليمية وتوعوية جديدة، تضمنت منهج ا بيئي ا وأفلام وثائقية تتناول الشعاب المرجانية، لنقل معرفتهم بالشعاب المرجانية للآخرين وتحسين المعرفة والإلمام بحياة المحيطات في جميع أنحاء العالم.

يذكر أن مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية هي مؤسسة بيئية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة وتعمل على حماية محيطات العالم وتأهيلها من خلال البحث العلمي والتوعية والتثقيف. وكجزء من التزامها بمبادرة “العلم بلا حدود”، توفر مؤسسة المحيطات الحية البيانات والمعلومات للمؤسسات والحكومات والعلماء والمجتمعات المحلية حتى يتمكنوا من استخدام المعرفة للعمل على ضمان الحماية المستدامة للمحيطات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض