
محمد ولد الرشيد في بنما: مسار استثنائي راكمه البارلاتينو مع إخوانه ببرلمان المملكة المغربية
نقل محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية في أول مهمة دبلوماسية خارج أرض المملكة المغربية بصفته رئيسا لمجلس المستشارين من خلال حضوره أشغال الجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاراييبي (بارلاتينو) بجمهورية بنما، رسالة تأكيد الحرص على ترسيخ مسار استثنائي، أخوي ونبيل، راكمه البارلاتينو مع إخوانه ببرلمان المملكة المغربية.
واستحضر ولد الرشيد في كلمته بالمناسبة “هذا المسار المتين من العلاقات، التي نشأت منذ سنة 1996، لنكون بذلك أول برلمان إفريقي وعربي وإسلامي، يحظى بصفة عضو ملاحظ لدى برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، أود تجديد التعبير عن مشاعر التقدير والامتنان، للسادة رؤساء البرلاتينو، الذين كانت لهم البصمة القوية في بناء وترسيخ هذا المسار”.
وأضاف “ففيكم جميعا، لمسنا دائما التقدير الصادق للمملكة المغربية، ولنموذجها الديمقراطي والتنموي، ولنهجها في علاقات التعاون والتضامن، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.
ووجه رئيس مجلس المستشارين تحية لإلياس كاستيو، حيث أوضح “معكم السيد إلياس، وبصفتكم رئيسا للبارلاتينو آنذاك، وقعنا سنة 2018 على مذكرة التفاهم مع مؤسستكم الصديقة، والتي بموجبها رسخنا خارطة طريق مشتركة، وأكدنا على انخراط برلمان المملكة المغربية في مسار جديد متجدد معكم”.
وأكد ولد الرشيد أن ذكرى توقيع خورخي بيزارو إلى جانب رؤساء كافة الاتحادات الجهوية والقارية بإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يوم فاتح نونبر 2019 بمقر مجلس المستشارين بالمملكة المغربية، على الإعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك”، ستظل “حاضرة في ذاكرتنا الجماعية”.
وأشاد رئيس مجلس ابمستشارين في كلمته بالعمل الدؤوب لـ “الصديقة سيلفيا غياكوبو، على ترسيخ وتوطيد هذا المسار” وأضاف “صور زيارتكن للمملكة المغربية في يوليوز من سنة 2022، والمفعمة بالمشاعر الإنسانية الأخوية، كلها صور ستظل محفورة ومحفوظة في تاريخ وذاكرة مؤسستنا التشريعية”.
ووجه رئيس الغرفة البرلمانية المغربية الثانية، تحية لرئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، السيد رولاندو باتريسيو، على مشاركته بالمملكة المغربية، في فبراير من هذه السنة، في منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، إلى جانب رئيسات ورؤساء مجالس الشيوخ والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب.
وأبرز ولد الرشيد “معكم جميعا، وسويا، استطعنا، أن نجعل لهذا المسار الاستثنائي والأخوي من العلاقات، رمزا، وفضاء يشهد على ما راكـمناه سويا في مسار التعاون والتواصل والعلاقات الأخوية النبيلة، ألا وهو المكتبة التفاعلية المغربية بمقر مؤسستكم الصديقة”.
وأكد رئيس مجلس المستشارين المغربي “فبكل صدق، لا تحضرني الكلمات الحاملة لكل معاني الاعتزاز والفخر، وأنا ألـج اليوم مقر منظمتكم الصديقة، ويكون أول ما يتناظر إلينا هو هذا الفضاء المغربي، والذي تفضل جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بإطلاق اسم جنابه الشريف عليه، وسنواصل العمل معكم لجعل هذه المكتبة مرجعا لتلاقح الثقافات، ومنارة معرفية أكاديمية دولية، ومركزا للتواصل البرلماني بين بلدان أمريكا اللاتينية والكراييب وإفريقيا والعالم العربي، ببرنامج وأنشطة دورية، سنعمل على تسطيرها مع رئاسة مؤسستكم الصديقة”.
ووجه ولد الرشيد في كلمته “عبارات التحية والتقدير والامتنان لرؤسائكم السابقين والحاليين المساهمين في هذا المسار، لنتوجه إليكم جميعا، في الذكرى الستين لتأسيس برلمانكم الإقليمي الصديق، للتأكيد على أن مسار علاقات برلمان المملكة المغربية معكم، تسنده، وترعاه مبادئ أساسية أصيلة لدى كافة مكونات الشعب المغربي وهي نفس القيم والمبادئ التي تأسس وفقها برلمانكم الصديق، قيم التضامن والسلم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام وحدة وسيادة الدول والمؤسسات”.
وإلى جانب هذه القيم والمبادئ، أضاف رئيس مجلس المستشارين “إن مسارنا مسنود بالقناعة الراسخة بحتمية وضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب، كخيار استراتيجي للمملكة المغربية يرعاه ويقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وهو ما أكدته الزيارة التاريخية لجلالته لدول منطقتكم سنة 2004.
وهذه الاعتبارات والغايات مجتمعة، وإن كانت تشكل ولا شك الدعامة والأساس القيمي لمسار علاقات التعاون التي تجمعنا، والنواة الصلبة لتحصين علاقاتنا أمام كل التحولات، فهي ضمانة لكم جميعا، أنكم أمام شريك موثوق، ذي تقاليد دبلوماسية راسخة وأعراف حضارية عريقة.
ولاشك، أن هذه المرجعيات والمرتكزات، هي التي جعلت المملكة المغربية شريكا موثوقا كذلك، لدى التكتلات الحكومية والسياسية والاقتصادية الجهوية والإقليمية بمنطقتكم”.
وأضاف “هي كذلك نفسها المرتكزات التي تأسس عليها إعلاننا المشترك الذي وقعناه صبيحة اليوم، مع رؤساء الاتحادات الجهوية والإقليمية برلاتينو، برلاسين، برلاندينو وبرلاسور.
إذ أن المملكة المغربية، التي حدد جلالة الملك حفظه الله، بكل حزم ووضوح، المنظار الذي يرى به العالم، تقوم في مجال التعاون جنوب – جنوب، على تعزيز السلام والأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الجهوي والإقليمي، وهذه المبادئ كانت ولاشك الإطار المرجعي، للمبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالته في نونبر من سنة 2023، لأطلسيٍ أوسع وأكثر شمولا، يمثل نقطة التقاء بين إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، باعتبارها مناطق تتوفر على المؤهلات الضرورية لضمان الإقلاع الاقتصادي”.
وختم رئيس مجلس المستشارين بـ “لا أود أن تفوتني الفرصة، وأنا بهذا المقر وما يحمله من حمولة تاريخية وبأرض جمهورية بنما الصديقة، دون التعبير، باسم وفد برلمان المملكة المغربية، عن صادق امتناني وتقديري لكم، ولجمهورية بنما حكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وإلى فرصة قريبة للقاء بكم على أرض الحوار، والتعايش والسلام، أرض المملكة المغربية، إلى ذلك الحين، أقول لكم عيد ميلاد سعيد برلاتينو”.