أخبار دولية

بايدن يحاول حلحلة المفاوضات مع الجمهوريين لتجنب التخلف عن سداد الديون

قبل عشرة أيام من بلوغ الدين العام الأميركي السقف المحدد له قانونا، أعرب الرئيس جو بايدن الإثنين، في مستهل اجتماع مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، عن أمله في إمكان التوصل إلى اتفاق مع المعارضة الجمهورية يجنب الولايات المتحدة التخلف– لأول مرة في تاريخها– عن سداد مستحقات ديونها.

وفي بداية اجتماعهما في البيت الأبيض قال بايدن “أنا متفائل بأننا سنحرز تقدما”.

من جهته، قال مكارثي إنه يأمل “أن نتوصل إلى أرضية مشتركة بحلول نهاية اليوم”.

ولم يتبق أمام الولايات المت حدة سوى عشرة أيام لرفع سقف الدين العام أو تعليق العمل به، وذلك تحت طائلة تخلفها عن سداد مستحقات ديونها.

والتناقض كان جليا بين رسائل الوحدة التي وجهها بايدن خلال قمة مجموعة السبع في اليابان التي عاد منها الرئيس الأميركي للتو، والتوتر الذي يواجهه عند عودته.

وكان بايدن ومكارثي التقيا مرتين في اسبوعين في المكتب البيضوي.

كذلك، تحادث الرجلان هاتفيا الاحد. ووصف ماكارثي المكالمة بانها “بناءة”، فيما قال بايدن إنها كانت “جيدة جدا”.

وتأتي هذه الإشارات المشجعة بعد عطلة نهاية أسبوع أقل ايجابية. فقد انتهت المفاوضات بين فريق البيت الأبيض والجمهوريين بشكل سيء.

وتخوض الإدارة الديموقراطية والمعارضة الجمهورية سباقا مع الوقت لتجنب احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها بعد الأول من يونيو.

ويشترط الجمهوريون أن يوافق بايدن على خفض كبير في نفقات الميزانية مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، فيما يتهمهم الديموقراطيون باستخدام تكتيكات لدفع أجندتهم السياسية، معرضين الاقتصاد الأميركي للخطر.

ومع أن رفع سقف الدين عملية روتينية عادة، إلا أنها أصبحت في السنوات الأخيرة محور خلاف مع المشرعين الجمهوريين الساعين إلى الحصول على تقليص للإنفاق في مقابل رفع السقف.

وكتب رئيس مجلس النو اب الجمهوري على تويتر “موقفي لم يتبدل. لا يمكن لواشنطن مواصلة إنفاق مال لا نملكه. سنلتقي غدا شخصيا لمواصلة المفاوضات”.

وحذر بايدن في تغريدة من أنه سيرفض اتفاقا “يحمي مليارات (الدولارات) من الإعانات للشركات النفطية الكبرى ويعرض للخطر الرعاية الصحية لـ21 مليون أميركي، أو يحمي أغنياء الاحتيالات الضريبية ويعرض للخطر المساعدات الغذائية لمليون أميركي”.

وليس أمام الفريق ين سوى عشرة أيام للتوصل إلى اتفاق والسماح للولايات المتحدة بمواصلة سداد ما يتوجب عليها.

وفي حال عدم التوصل الى اتفاق، فإن البلاد ستكون في حالة تخلف عن السداد غير مسبوقة وتنطوي عليها تداعيات قد تكون كارثية للاقتصادين الأميركي والعالمي، وذلك اعتبارا من 1 يونيو.

وحذرت وزارة الخزانة من عواقب وخيمة إذا نفد النقد من الدولة لسداد استحقاقاتها، ما سيجعلها عاجزة عن دفع رواتب الموظفين الفدراليين ويؤدي إلى ارتفاع محتمل في أسعار الفائدة مع آثار غير مباشرة على الشركات والرهون العقارية والأسواق العالمية.

بالتالي من سيتنازل أولا؟ الرئيس الأميركي الذي يعرف جيدا أن هزيمة اقتصادية محتملة، أيا كان مصدرها السياسي، من شأنها أن تهدد فرصه في إعادة انتخابه؟ أو مكارثي الذي يعتمد موقفه على حفنة من أعضاء الكونغرس الراديكاليين الذين يدعونه، كما يفعل الرئيس السابق دونالد ترامب، الى “عدم الانصياع”؟

كذلك، فإن الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي يدفع أيضا بايدن الى عدم الرضوخ واللجوء الى المادة 14 التي أضيفت إلى الدستور الأميركي في 1868، وتنص على أن “صلاحية الدين العام للولايات المتحدة المسموح به بموجب القانون… يجب ألا تكون موضع شك ” أي بعبارة أخرى النفقات التي أقرت بالتصويت يجب أن تحترم.

وذلك يعني أن الرئيس الأميركي سيتصرف كما لو أن سقف الديون غير موجود.

ويدرس بايدن هذا الاحتمال المحفوف بالمخاطر القانونية خصوصا حين يكون في مواجهة محكمة عليا تميل بشدة إلى اليمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض