مجتمع

رقية أشمال تربط محاولة اقتحام سبتة بالمواطنة المنقوصة

MCG24

أثار حدث محاولة قاصرين وشبان مغاربة اقتحام السياج الحدودي لمدينة سبتة يوم الاحد 15 شتنبر، كثيرا من الجدل والشد والجذب داخل الأوساط السياسية والحقوقية والجمعوية التي تعنى بقضايا الشباب والسياسات المختلفة الموجهة لتلك الشريحة من المجتمع، كما طرح العديد من القراءات والتساؤلات حول الدوافع والأسباب، التي يتقدمها دافع البحث عن الأفضل.
نقاشا لهذا الملف الشائك نوعا ما، حاور الموقع الإخباري MCG24، أستاذة القانون العام جامعة محمد الخامس، نائبة رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات، السيدة رقية أشمال بخصوص موضوع المواطنة أمام ما وصفته بالهروب الكبير للشباب:
” يطرح سؤال المواطنة في البيئة السياسية المغربية الراهنة مجموعة من الثنائيات المتقابلة، أيقظها ما عايناه لحظة الهروب الكبير للشباب لاقتحام معبر سبتة وما واكبه من احتقان حاد نتيجة تراكم إرث ثقيل من التهميش والإقصاء و سياسة الانتقائية المجالية.
ولعل هذه الصورة القاتمة التي سبق للأسف، أن نبهت إليها عدد من التقارير الرسمية الوطنية وكذا الدولية بكثير من قرع الجرس، فيما يتعلق بوضعية شباب NEET أولئك الذين لا يعملون، لا يدرسون ولا يحظون بأي فرصة تدريب، لم تحظى بالتفاعل الاستعجالي من قبل صناع القرار….”
وربطت الأستاذة رقية أشمال مشاهد محاولات اقتحام سبتة بمحدودية السياسات الموجهة للشباب، ” شكلت صور المجازفة بالحياة لعدد من الشباب والقاصرين عنوانا ناصعا على محدودية السياسات الموجهة للشباب..”
وهو ما يسائل على حد قول المتحدثة سياساتنا ومدبري القرارات.
“.. هل عكست البرامج الحكومية ومخططاتها التنفيذية ومخرجات السياسات العمومية المأسسة الإجرائية لدسترة المواطنة في شقيها من الحقوق والمسؤوليات للمواطنين والمواطنات؟ بما يوفر تعاقدا مجتمعيا صلبا، غير هش، يسمح بصحة المسار نحو صفحة جديدة من التحول إلى الديمقراطية ؟
إلى أي حد تعكس البيئة الحقوقية للفضاء العام واقعا إيجابيا حاضنا لشروط ومقومات المواطنة وما يترتب عليها من توزيع عادل للحقوق؟”.
وحول أزمة المواطنة أو الهوية لدى الشباب والمراهقين الذي يربطون أمل عيشهم بالرحيل إلى أوروبا فقط أو الموت في عرض البحار، وهم يصمون آذانهم عن حديث المجالس الحكومية والأخبار العمومية، وبرامج التحسيس والتوعية، منغلقين بين موسيقاهم بفردانية على هاتفهم المحمول والوقوف في رأس الدرب، ثم تزجية الوقت بنصرة أندية كرة القدم بهوس متطرف، تقول السيدة أشمال:
“.. إن تواتر الحديث عن أزمة المواطنة أو الهوية، وعن أسباب تفكك هاته الرابطة وكيفية احتضانها وجبر الهوة بين الشباب وعاطفته صوب مجال الانتماء، وغيرها من الأجوبة في غياب الأسئلة؛ إذ إن الحال أنتج لنا أزمة السؤال عوض أزمة الجواب.. لذلك نقدر أن ضمان تحقيق المواطنة واستمرارها يحتاج إلى مناخ ثقافي واجتماعي وسياسي تعددي يحترم القانون وحقوق الإنسان، ويوفر ضرورات العيش الكريم؛ آنذاك يمكن أن نتحدث عن الشاب المواطن والأسرة المواطنة والحي المواطن والمدرسة المواطنة والمقاولة المواطنة والأمن المواطن والإدارة المواطنة… ودون ذلك تبقى المواطنة مجرد نزعة عاطفية عابرة تظهر أحيانا لكن سرعان ما تختفي باختفاء الدواعي اللحظية. إذا كانت المواطنة في الأصل ذات بعد وطبيعة سياسية، فإنها اليوم اتخذت أبعادا اقتصادية واجتماعية وثقافية.”
وفي سؤال الجريدة الإلكترونية MCG24 حول الدوافع الرئيسة للهجرة السرية، أجابت الأستاذة أشمال قائلة بأن هؤلاء الشباب الذين تفاعلوا مع دعوة اقتحام سبتة يجهرون بفشل العديد من المنظومات.
“.. الشباب حينما يعلن عن تلبية دعوة ظاهرة سرية ” الهجرة المتخذة” بفعل علني، فهم بذلك يعلنون عن فشل منظومات التعليم والشغل والصحة من استيعاب مطالبهم، ولذلك ولوا ظهورهم لكل أشكال السياسات القائمة التي ضيقت في تقديرهم من المداخل الأساس لتفعيل مواطنتهم. ولذلك تظل مأسسة المواطنة منقوصة ، إلا إذا تعبأت كل القوى المجتمعية، أفرادا (مبدعين وإعلاميين، ومدنيين وحقوقيين ومثقفين…) وجماعات، بعيدا عن الرومانسيات اللحظية، من أجل نشرها وتثبيتها والتحسيس بقيمها والتعريف بأبعادها وآلياتها..”

حاورها عبد اللطيف أفلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض