
عجز المغاربة عن إسكات صوت نواقيس الخطر داخل مراكز تحاقن الدم وجمعيات التبرع بالأعضاء .. لماذا؟
سارة امغار
التبرع بالدم أو بالأعضاء من أهم السبل لإنقاذ الأرواح، لكن و للأسف أعداد المواطنين المتبرعين يبقى في غالب الأحيان هزيلا جدا و لا يستطيع تلبية احتياجات المؤسسات الإستشفائية. مما يطرح دائما سؤال “لماذا؟”، لماذا هذه القطيعة مع مراكز تحاقن الدم ومع الهيئات المخصصة للتسجيل في سجل الموافقة بالتبرع بالأعضاء بعد الممات؟
سؤال واحد، الإجابة عنه ستلعب دورا مهما في حل مشكل الشح و الحاجة الذي تعاني منه مختلف المستشفيات المغربية.
إذا أخذنا بعين الإعتبار أن المغاربة عرفو منذ الأزل بحبهم للخير، التعاون والتضامن -وجائحة “كوفيد 19″ برهنت و أكدت على هذا-، فيمكننا إلغاء احتمال أن المواطنين يرفضون تقديم المساعدة عمدا. وبالتالي فتبقى الفرضية المرجحة هي قلة الوعي بأهمية هذا العمل الخيري، و يمكن أيضا أن يكون هذا العزوف راجع الى خوفٍ من عملية التبرع ككل.
إذا كان التبرع لزاما انسانيا و دينيا، فإن التشجيع عليه و أيضا المساهمة و لو بشكل بسيط في التعريف به و بدوره في انقاذ الأرواح لا يقل عنه أهمية. بل يعتبر واجبا مهنيا يجب على كل مؤطر تربوي، ديني، صحفي، اعلامي، فنان ومؤثر أن يتحمل جزءا من مسؤولية نشر الوعي بالتبرع في صفوف متتبعيه والتزامه بذلك بصفة دائمة و ليس بشكل موسمي.
مخزون اكياس الدم في أغلب الأحيان لا يتعدى ما يكفي ل4 أو 5 أيام خاصة في المدن الكبرى بحكم توفرها على عدد كبير من المراكز الإستشفائية باختلاف مكوناتها و التي تحتاج على الأقل إلى ما بين 150 الى 500 كيس دم يوميا، و بالتالي فلتلبية جميع الطلبات هناك حاجة إلى ما بين 800 و 1000 متبرع يوميا.
في المقابل الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي، لا تتردد في دق ناقوس الخطر بسبب ضعف إقبال المغاربة على التبرع بالأعضاء، رغم وضع وزارة الصحة ترسانة قانونية تؤطر منظومة التبرع، وزرع الأعضاء والأنسجة عبر القانون رقم 16-98، والذي يتميز بتكثيفه للحماية القانونية للمُتبرِّع، حيث حسم القانون في كل ما من شأنه التلاعب والاتجار بالأعضاء البشرية.
التبرع بانتظام هو تبرع بالحياة، هو تبرع بالأمل لأم قلبها ينفطر على ابنها المريض كلما سمعت نواقيس الخطر داخل مراكز تحاقن الدم، هو تبرع بالمواساة لأسرة أحد أفرادها بحاجة الى هذه المادة الحيوية وهو تبرع بالحب و التشجيع و التفائل لطبيب داخل غرفة العمليات.
التبرع هو تعبير منا عن انسانيتنا و سعينا الدائم لنكون السباقين لفعل الخير، ” فلماذا لا نتبرع ؟”.