أخبار دولية

الصين تسمح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال لتدارك تراجع عدد الولادات

أعلنت وكالة الصين الجديدة الرسمية للأنباء “شينخوا” الاثنين أنه تقرر تغيير الحد الأقصى للإنجاب في الصين ليصبح ثلاثة أطفال بعد أن كان طفلين لكل عائلة، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من نشر نتائج تعداد السكان الأخير الذي كشف عن تراجع حاد في معدّل الولادات في هذا البلد العملاق ديمغرافيا، وتسارع في شيخوخة المجتمع أكثر من المتوقع.

قررت الصين الاثنين إلغاء الحد الأقصى للإنجاب المحدد بطفلين لكل زوجين، على أمل رفع معدل المواليد المنخفض في أكثر دول العالم تعدادا للسكان فيما يزداد فيها عدد المسنين.

وبعد ثلاثة أسابيع من نشرنتائج التعداد العشري الأخير التي كشفت عن تراجع حاد في معدّل الولادات، قررت بكين تحرير سياستها الأسرية لكن مع الحفاظ على حد يتمثل بثلاثة أطفال لكل زوجين.

وأوردت وكالة الصين الجديدة الرسمية للأنباء “شينخوا” نقلا عن نتائج اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي برئاسة رئيس البلاد شي جينبينغ “في مواجهة تشيّخ المجتمع يسمح للزوجين بإنجاب ثلاثة أطفال”.

وأضافت الوكالة أن هذه السياسة يجب أن تكون مصحوبة بـ”إجراءات دعم” للعائلات من دون تفاصيل إضافية.

وفي مطلع ماي الحالي، كشفت نتائج تعداد سكاني أجري العام 2020، تسارعا أكبر من التوقع للشيخوخة في المجتمع الصيني. ويبلغ عدد سكان الصين رسميا 1,411 مليار نسمة في نهاية العام 2020.

وفي العام الماضي الذي اتّسم بوباء كوفيد-19، انخفض عدد المواليد إلى 12 مليونا مقارنة مع 14,65 مليونا العام 2019 حين كان معدل المواليد (10,48 لكل ألف) وهو أدنى مستوى له منذ تأسيس الصين الشيوعية العام 1949.

وثمة أسباب عدة لانخفاض معدل المواليد: تراجع في عدد الزيجات وارتفاع كلفة السكن والتعليم وتأخر النساء في الإنجاب لأنهن يعطين أولوية أكبر لمسيرتهن المهنية وزيادة عدد الذكور مقارنة بعدد الإناث بسبب التفضيل التقليدي للأطفال الذكور.

سن التقاعد

وبعد أكثر من ثلاثة عقود من “سياسة الطفل الواحد”، خفّفت الصين قواعدها العام 2016 مع السماح لجميع الصينيين بإنجاب طفل ثان. لكن ذلك لم يساهم في ارتفاع معدل المواليد.

وفي الجانب الآخر من الهرم العمري، ضمت الصين أكثر من 264 مليون شخص تبلغ أعمارهم 60 عاما وما فوق العام الماضي، أي أربعة أضعاف عدد سكان فرنسا.

وتشكل هذه الفئة العمرية حاليا 18,7 في المئة من إجمالي عدد السكان، بزيادة مقدارها 5,44 نقطة مئوية عن تعداد العام 2010. في المقابل، يمثل السكان في سن العمل (15 إلى 59 عاما) 63,35 في المئة من إجمالي عدد السكان، بانخفاض 6,79 نقاط خلال 10 أعوام.

وفي مارس، أقر البرلمان خطة لرفع سن التقاعد تدريجا على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما أثار استياء جزء كبير من الرأي العام. لم تكشف تفاصيل هذه السياسة.

وحذر ديموغرافيون من حدوث تطور في البلاد يشبه النمط الياباني أو الكوري الجنوبي، مع انخفاض عدد السكان وزيادة عدد المسنين مقارنة بالشباب والقوى العاملة. وفي الأثناء، تباطأ النمو السكاني بشكل كبير. وبحسب أحدث تعداد، بلغ عدد سكان البلاد رسميا 1,411 مليار نسمة في نهاية العام 2020.

ومقارنة بالتعداد السابق الذي أجري العام 2010، زاد عدد السكان بنسبة 5,38 % فقط (أو 0,53 % في المتوسط سنويا)، وهو أقل زيادة له منذ الستينات.

وبهذه الوتيرة، يمكن أن تتجاوز الهند بسرعة أكبر الصين لتصبح “أكثر دول العالم تعدادا للسكان”. ويفترض أن يكون عدد سكان الهند قد بلغ 1,38 مليار نسمة العام 2020، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وحتى الآن، كانت بكين تتوقع أن يبلغ منحنى النمو السكاني ذروته العام 2027، على أن تتقدم عليها الهند حينها، ليبدأ عدد السكان الصينيين بعد ذلك في الانخفاض ويصل إلى 1,32 مليار نسمة العام 2050.

وازدادت المطالبات في السنوات الأخيرة بإلغاء سياسة تحديد عدد الأطفال لكل أسرة، لكنها قوبلت برفض من النظام الشيوعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض