مجتمع

خزف أسفي، سفير السياحة بالمغرب

د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
يشكل خزف أسفي جزء لا يتجزء من الهوية والذاكرة الجماعية للآسفيين، سواء على الصعيد الوطني حيث يعرف رواجا كبيرا من خلال الرسوم أو الألوان والأشكال، والتصاميم ، أو على الصعيد العالمي من خلال بعده الجمالي وجودته الرفيعة المشهود لها بالتميز والتنوع .. وهو ما يساعد على الانتعاش السياحي الذي نسجله خلال هذه الفترة الصيفية ، مما ينعكس إيجابيا على القطاع ، وحفز الصناع التقليديين على مضاعفة أنشطتهم للتمكن من تقديم أجمل ما لديهم من منتجات الخزف الآسفي ، والتوقف عند الإمكانات الهامة التي تختزنها، والتي بإمكانها الإسهام في إقلاعها السياحي والاقتصادي والنهوض بالتراث الثقافي والسياحي للمدينة ، والمساهمة في جذب سوق واعدة على المستويين الوطني والدولي، تمهيدا لتحقيق إقلاع حقيقي للقطاع السياحي بمدينة أسفي وتثمينا لتراث غني ، ومعرفة عريقة يستحسنها الزائر لهذه المدينة ، سواء كان سائحا مغربيا أو أجنبيا .

خزف أسفي
خزف أسفي

لقد أكسب خزفيو أسفي مصنوعاتهم الخزفية نوعية متميزة وأسلوبا خاصا تفردوا به عن غيرهم من صناع الخزف بالمغرب .. فتأتى لهم أن يبدعوا ويبتكروا أنواعا خزفية تعكس خبرتهم الجمالية وقدرتهم الإبداعية ، وذلك من خلال عدة أجيال ممن تعاقبوا عبر تاريخ صناعة الفخار بمدينة أسفي منذ القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين …
فكل هؤلاء يشكلون طاقات إبداعية خلاقة .. تركت بصماتها على صناعة الخزف بأسفي ، مما يكشف على أن لفن الخزف في هذه المدينة أصولا ثابتة تعبر عن أصالة وعرقة هذا الفن ، وفي ذلك يقول سيدي التهامي الوزاني رحمه الله في كتابه : ” تل الخزف “:
” من المعروف أن الخزفيين من الجيل السابق للجيل المعاصر ، كانوا أكثر تشبثا بأصول فن الخزف ، وأكثر حرصا على تقنياته التقليدية ، فتركوا بصماتهم على هذه الصناعة العريقة ، وبالتالي ظلت ابتكاراتهم تتسم بالأصالة ، لم يعد أي أحد يصنعها مثلها اليوم ، بحيث كان الخزفي الأسفي يعير أهمية قصوى لعملية التزيين التي تبرز جماليته من خلال انسجام الألوان باعتدالها ونصاعتها وسيطرة الأزهار وعناصر زخرفية أخرى مستوحاة من تعبيرات الفنون التقليدية والأشكال الهندسية ” .

وعلى العموم ، فقد اختصت مدينة أسفي بهذا الفن الجميل والمتميز ، احتضنته هذه المدينة ، فشكل ظاهرة رائعة من تراثها الحضاري والتاريخي ، ذلكم التاريخ الحافل بأمهر الصناع التقليديين في هذا المجال ، مما جعل فن الخزف بأسفي يصل إلى الشهرة العالمية ويعزز الجاذبية السياحية لهذه المدينة العريقة، على اعتبار ما يحظى به من شهرة عالمية من خلال ما يجذب من السياح الذين يفدون على مدينة أسفي. ذلك أن فن الخزف يمثل أهم الحرف التقليدية بالمدينة، ويغني التراث الثقافي الذي يجذب السياح . وسيبقى هذا الموروث المتسم بالتميز في شكله وألوانه شاهدا على عمق تاريخ هذه المدينة الساحلية وسفيرها في التظاهرات الوطنية والدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض