ثقافة

افتتاح فعاليات المهرجان الدولي “روح الثقافات” في الصويرة لتعزيز الحوار بين الأديان

انطلقت صباح اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الدولي “روح الثقافات” بمدينة الصويرة، والتي تستمر حتى 23 فبراير، تحت شعار: “روحانياتنا في تقاسم: بين الأخلاق والجمال”. حضر الافتتاح مستشار الملك أندريه أزولاي، رئيس جماعة الصويرة طارق العثماني، مدير المهرجان هشام دينار، وزيرة الثقافة بحكومة الأندلس، وسفراء الفاتيكان وأستراليا بالمغرب، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات الثقافية المحلية والدولية.

المهرجان، الذي يُنظم بشراكة بين جمعية شباب الفن الأصيل للسماع وتراث الزاوية القادرية بالصويرة، ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، ومؤسسة ماتشادو بإشبيلية، يهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان ودعم الدبلوماسية الروحية، فضلاً عن التفاهم الثقافي بين الشعوب.

يسلط الحدث الضوء على العلاقة بين الأخلاق والجمال في التقاليد الروحية العالمية، ويُحتفى بمدينة الصويرة كونها نموذجًا فريدًا للتعايش الديني والثقافي، حيث تعايشت فيها التقاليد الإسلامية واليهودية والمسيحية في تناغم تام.

تُجدد هذه النسخة التزام المدينة بقيم التسامح والانفتاح، حيث تتلاقى الفكر والموسيقى والفن لاستكشاف الروابط بين الروحانية والأخلاق والجمال عبر الثقافات والتقاليد الدينية المختلفة. ومن المتوقع أن تستقطب فعاليات المهرجان نخبة من المفكرين ورجال الدين والفنانين والأكاديميين الذين سيتناولون الأبعاد الأخلاقية والجمالية للروحانيات من خلال ندوات وجلسات فكرية وعروض فنية.

من بين المشاركين في هذه النسخة: علي الداودي، إمام ومستشار ديني في هولندا، ميريام أتياس، عالمة اجتماع، خوسيه أنطونيو فرنانديز كابريو، رئيس أخوية ماكارينا في إشبيلية، فوزي الصقلي، أنثروبولوجي وباحث في العلوم الدينية، وغيرها من الشخصيات المرموقة في المجالات الدينية والفكرية.

يتميز المهرجان ببرنامج غني يعكس عمق العلاقة بين الجمال والمقدس من خلال عروض موسيقية روحية صوفية إسلامية ومسيحية ويهودية، إضافة إلى استعراض صوفي في أزقة الصويرة بمشاركة الطرق الصوفية المغربية والإسبانية. كما ستقام جلسات ذكر وسماع صوفي بمشاركة كبار المنشدين المغاربة، وطقوس دينية مشتركة تجمع ممثلي الديانات السماوية.

يولي المهرجان أيضًا أهمية خاصة للصناعات التقليدية والفنون المقدسة كجسر للحوار الثقافي، حيث سيتم تقديم صليب خشبي مصنوع يدويًا في الصويرة إلى أخوية المسيح التاجي في إشبيلية، كرمز للتلاقح الثقافي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

وأكد هشام دينار، المدير المؤسس للمهرجان، أن هذه النسخة تمثل دعوة للتأمل في العلاقة العميقة بين الروحانية والجمال والأخلاق، وتعزز مكانة الصويرة كعاصمة عالمية للدبلوماسية الروحية. كما يعكس المهرجان الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، الذي يدعو إلى تعزيز الحوار بين الأديان وترسيخ ثقافة العيش المشترك.

أضحى هذا المهرجان موعدًا سنويًا يجمع الشخصيات الدينية والأكاديمية والفنية لتعزيز الحوار الروحي والثقافي بين الشعوب، والاحتفاء بالإرث الروحي المشترك، مؤكدًا على التزام المغرب بالسلام والتعددية والانفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض