
أحد عشر درسا من مشاركة المغرب في مونديال قطر
الدكتور محمد التهامي الحراق
الآن، بعد الفرحة غير المسبوقة، والتي نتمنى أن تتجدد في مباراة الترتيب مع كرواتيا السبت القادم بحول الله، هذه بعض الدروس المستفادة من مشاركة المنتخب المغربي في مونديال قطر، للتأمل والاعتبار:
1- الثقة في الكفاءات الوطنية؛
2- التعاون من أجل نجاح وطن لا من أجل إرضاء نرجسيات أشخاص؛
3- الشخص المناسب في المكان المناسب؛
4- اختيار الأشخاص الجامعين بين الكفاءة والولاء للوطن وعدم الاقتصار على أحدهما؛
5- محاربة السماسرة والرويبضة والمغتنين في الظلام والمغتنمين لغياب الوضوح وخلط الأوراق وتمييع المعايير؛
6- الجمع بين الإيمان والعمل، بين النية والسعي، بين الاعتزاز بالذات وامتلاك القدرة على الفعل؛
7- لا سبيل للتنمية والتطور والتوهج والانخراط الفاعل في العصر إلا بالاستمداد من الوعي الوجداني الجماعي، وتخصيب ثقافة الذات، وتثمير الميراث االمشتَرَك والاعتداد بالانتماء الروحي والحضاري، وتحويل الذاكرة القيمية الجماعية إلى حاضن روحي وثقافي لتوليد الأمل والتحفيز على العمل وتوهيج الإيمان بالقدرة على التحدي والذهاب نحو أقصى مراقي الإنجاز والنجاح؛
8- عدم الفصل بين المجالات من حيث روح البذل وقيم التضامن والتعاون والإيمان بالقدرة على الفعل وتسخير كل الطاقات من أجل الوطن لا من أجل فئة أو عرقٍ أو جماعة أو مصلحة ذاتية أنانية مخرِّبة لشروط النجاح المشترك بهذه الدرجة أو تلك؛
9- لا سبيل لفصل الأمة عن تاريخها ودينها وثقافتها وحضارتها وطموحاتها التاريخية الدفينة في الوحدة والتنمية وصناعة التاريخ و الإسهام في صياغة الحضارة الإنسانية؛
10- الوطن ليس مجرد جغرافيا أو لون أو نشيد أو شعارات …إلخ، إنه كل هذا وغيرهُ، الوطنُ يسكنُ المواطنَ قبل أن يسكنَه، إذ يحمل المواطنُ وطنَه في وجدانه وخياله وإحساسه واسمه وذاكرته …حيثما حلَّ وارتحل؛
11- النجاح يحقق الإجماع على الناجح، ويحوله إلى قدوة، بشرط أن يكون النجاح واشجا بين أخلاق العطاء وعطاء الأخلاق، وننقذه من آفات الغرور والتكبر وسطو التبني لاحتكار ثمرات الإنجاز المادية والمعنوية.
أحد عشر درسًا، نستفيدها من النجاح الباهر للمغرب في مونديال قطر لكرة القدم، ويمكن، بل يجب، أن تكون سبيلنا لنجاحات أخرى في قطاعات التعليم والصحة والإعلام والسياسة والاقتصاد والفن…إلخ. إنها معالم ثورة وثروة بنفس مغاربي إفريقي عربي أمازيغي أصيل، عنوانه أن لا شيء مستحيلا إذا آمنا بالعمل وعملنا بإيمان.