
جدة/ mcg24
ترتبط المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية بعلاقات تاريخية وطيدة تقوم على أسس من الأخوة والتعاون المشترك، وهو ما تعكسه الروابط المتينة بين قيادتي البلدين والوشائج الإنسانية العميقة بين الشعبين الشقيقين. وقد شهدت هذه العلاقات تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، مما جعلها نموذجًا ناجحًا للتعاون العربي.
وتتميز العلاقات السعودية المغربية بتنسيق سياسي وأمني وثيق، حيث تجمع بين البلدين رؤية مشتركة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ويحرص الطرفان على تعزيز التفاهمات الاستراتيجية بما يخدم مصالحهما العليا المشتركة. كما يتعاون البلدان في المجالات العسكرية والأمنية، خاصة في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية .
ويعد التعاون الاقتصادي بين السعودية والمغرب أحد الركائز الأساسية للعلاقات الثنائية، حيث تموّل المملكة العربية السعودية عدة مشاريع تنموية في المغرب، فضلًا عن وجود استثمارات سعودية واسعة النطاق. وتعمل في المغرب حوالي 250 شركة سعودية، بينما تنشط في المملكة العربية السعودية نحو 20 شركة مغربية. كما يعمل في السعودية ما يقارب 22 ألف مغربي، ما يعكس الترابط الاقتصادي بين البلدين.
وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري للمغرب في العالم العربي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في عام 2023 نحو 6.032 مليون ريال، منها واردات مغربية من السعودية بقيمة 592 مليون ريال، وصادرات مغربية إليها بقيمة 5.44 مليون ريال. وتشمل الصادرات المغربية للسعودية المنتجات الكيماوية غير العضوية، السيارات وقطع الغيار، الفواكه، والألبسة، بينما تستورد المغرب من السعودية المنتجات المعدنية، الأملاح، الأسمنت، الورق، والمواد الدابغة والملونة.
كما تعكس الاتفاقيات الموقعة بين البلدين مدى عمق التعاون في مختلف القطاعات. فهناك 68 اتفاقية ومذكرة تفاهم تغطي مجالات الاقتصاد، التجارة، المالية، حماية الاستثمارات، القضاء، الأمن، مكافحة الإرهاب، الطاقة المتجددة، التعليم، الصحة، السياحة، النقل، البيئة، الإعلام، والصناعات التقليدية. وقد ساهمت هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على كلا البلدين.
مع استمرار تعزيز العلاقات السعودية المغربية، تبدو آفاق التعاون بين البلدين واعدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة. كما يفتح التنسيق السياسي والأمني المشترك فرصًا أوسع لتعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وبفضل الأسس القوية التي بنيت عليها هذه العلاقات، فإن المستقبل يحمل مزيدًا من الشراكة المثمرة بين البلدين، بما يعكس طموحاتهما المشتركة في تحقيق التنمية والاستقرار.
وختاما، تعتبر العلاقات السعودية المغربية نموذجًا للعلاقات العربية الناجحة، حيث تستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم. ومن خلال الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية المتينة، حيث يواصل البلدان تعزيز هذه الشراكة لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في افق رؤية 2030، بما يضمن استمرارها ونموها في المستقبل تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان وأخيه جلالة الملك محمد السادس.