أخبار دولية

الأمم المتحدة/تعليم.. قمة من أجل تدارك التراجع الذي سببته الجائحة

دفع التعليم، هذا القطاع الحيوي من أجل تكوين مواطن الغد، ثمن أزمة صحية غير مسبوقة ناجمة عن جائحة كوفيد-19.

وكان للتدابير والقيود الصارمة التي فرضتها البلدان، بشكل مؤلم، لاحتواء انتشار الفيروس القاتل، تأثير سلبي على عملية التعلم، علاوة على مردودية التلاميذ والمدرسين الذين وجدوا أنفسهم، بين عشية وضحاها، أمام أمر واقع: التقيد بالتعلم عن بعد وإكراهاته أيضا.

وفي هذا السياق، الذي يستدعي التعبئة والالتزام، دق صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ناقوس الخطر، وأشار إلى أن ثلث الأطفال فقط، في سن العاشرة، يستطيعون قراءة وفهم نص بسيط، وذلك على الصعيد العالمي.

وعبرت الوكالة الأممية عن أسفها لكون هذا الرقم “الصادم” يعكس انخفاضا بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالتقديرات السابقة لفترة جائحة كوفيد-19، مؤكدة في الوقت نفسه أن المدارس التي تعاني من نقص في التمويل، والمدرسين الذين يتقاضون رواتب منخفضة وغير المؤهلين، واكتظاظ الفصول الدراسية والمناهج الدراسية القديمة، يضعف قدرة الأطفال على بلوغ كامل إمكاناتهم.

وهي الصرخة ذاتها النابعة من القلب، التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتي أعربت عن أسفها لكون حوالي 244 مليون طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة ما زالوا لا يذهبون إلى المدرسة.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، “لا يمكن لأحد أن يقبل هذا الوضع. التعليم حق ويجب علينا القيام بكل شيء لضمان احترام حصول كل طفل على هذا الحق”، مؤكدة أنه على ضوء هذه النتائج، فإن هدف التعليم الجيد للجميع بحلول عام 2030، الذي حددته الأمم المتحدة، يمكن أن لا يتحقق.

وقالت، في تقرير حديث، “نحن بحاجة إلى تعبئة عالمية لوضع التعليم على رأس الأجندة الدولية”.

وهو الشيء ذاته بالنسبة لروبرت جينكينز، المدير العالمي للتعليم في اليونيسيف، الذي قال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه في غياب تحرك عاجل فإن العالم يخاطر بحدوث “كارثة جيلية”.

وبالنسبة للمسؤول الأممي، فقد حان الوقت للاستثمار في مبادرات ذات مردودية وفعالة يمكنها تعزيز تعلم الأطفال بسرعة. “يتعلق الأمر بالتعلم الاستدراكي الأساسي مثل إدراج فصول تعليم القراءة والكتابة والحساب بانتظام لمدة ساعتين، وتقييم متكرر لتعلم كل طفل لمنح المدرسين الفرصة للتمييز بين الحاجيات ومتابعة التقدم وتقديم الدعم الخاص عند الحاجة”.

وقد دفع هذا الواقع “المرير” إلى مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لعقد قمة رفيعة المستوى حول تحويل التعليم، في إطار الجمعية العامة الـ77 للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك من 13 إلى 27 شتنبر الجاري.

وحذر الأمين العام الأممي من أن “قمة تحويل التعليم تنظم استجابة لأزمة التعليم العالمية: أزمة المساواة والشمول والجودة والملاءمة”، مشيرا إلى أنه إذا كان تأثير الأزمة بطيئا وغير مرئي في الكثير من الأحيان، غير أنه ليس أقل تدميرا بالنسبة لمستقبل الأطفال والشباب حول العالم.

ووفق الأمم المتحدة، فإن هذه القمة رفيعة المستوى، التي يشارك فيها ما لا يقل عن 90 من رؤساء الدول والعديد من رؤساء الحكومات والمسؤولين، توفر فرصة فريدة لإعطاء الأولوية للتعليم في الأجندة السياسية العالمية، وتعبئة العمل والطموح والتضامن والحلول الضرورية، لتعويض خسائر التعلم المرتبطة بالجائحة، وكذا زرع بذور تحول التعلم في عالم سريع التطور.

كما يتعلق الأمر بجعل التعليم على رأس أولوية الأجندة السياسية العالمية وتحقيق تعبئة وطنية ودولية لصالح تحويل التعليم.

وخلال هذا الحدث الكبير المنظم من أجل قضية نبيلة، سيصدر رؤساء الدول والحكومات إعلانات التزام وطنية، بهدف إحياء الأمل في قطاع حيوي لتنمية العنصر البشري وازدهار الشعوب والدول.

كريم اعويفية – و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض