جمعية ذاكرة أسفي تحيي الذكرى الخمسين لانطلاق رحلة راع الثانية

ذ، منير البصكري الفيلالي / أسفي
تعد مدينة أسفي على مر الزمان نموذجا في التعايش الإثني والتسامح الديني، اختلط فيها رنين أجراس الكنائس بأصوات المؤذنين في المساجد، وتجاورت فيها الديانات واختلطت الأجناس، فاتخذوا من السماحة شعارا، وحسن التجاور منارا، والعمل المشترك في التنمية والتجارة مسارا.
من هذا المنطلق، كانت رحلة راع الثانية التي قادها العالم النرويجي الراحل السيد تيورهيردال يوم 17 ماي 1970 من ميناء أسفي .

لذلك، أبت جمعية ذاكرة أسفي إلا أن تحيي هذه الذكرى بعد مرور خمسين عاما على انطلاقها من أسفي نحو القارة الأمريكية، تحمل طاقما يتألف من ثمانية أشخاص من جنسيات متعددة وأعراق وثقافات وديانات مختلفة، تعايشوا فيما بينهم، تآلفت قلوبهم في انسجام تام وتمكنوا من قطع هذه الرحلة في مدة تصل إلى سبعة وخمسين يوما، حيث بلغت المسافة البحرية 6200 كيلومترا لتبقى هذه الرحلة البحرية أجمل ذكرى تعتز بها مدينة أسفي والتي سبق للملك الراحل الحسن الثاني قدس الله روحه أن اعتبر هذه الرحلة استمرارا لغير قليل من الرحلات التي سبقتها، وكلها تندرج في نطاق ربط الصلات بين الشعوب وتقوية العلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام والتعايش والسلم والسلام .

وجمعية ذاكرة أسفي وهي تخلد هذه الذكرى، تسعى إلى ترسيخ قيمة التواصل والتفاهم والتقارب الثقافي بين الشعوب، إضافة إلى إفادة الأجيال الحاضرة بما كانت تزخر به مدينتهم من أعمال جليلة ما تزال أصداؤها قائمة، تشهد على حضارة تليدة عرفتها أسفي على مر العصور والأزمان .

ووفاء من جمعية ذاكرة أسفي، وإدراكا منها لقيمة وجدوى التراث المادي واللامادي لحاضرة المحيط ( أسفي )كان هذا الحفل الذي نظمته بحضور السيدة سفيرة النرويج بالمغرب التي أكدت على عمق الروابط الأخوية والعلاقات الدبلوماسية التي تجمع بين المغرب والنرويج .. إضافة إلى أن بريد المغرب قد قام بهذه المناسبة بإصدار طابع بريدي تذكاري مساهمة منه لإحياء هذه الذكرى وما تعكسه من بعد وطني وعالمي، إضافة إلى ما لها من رمزية ثقافية وحضارية تجسد ـ لا محالة ـ روح التآخي والتعاون والتسامح والانفتاح والتواصل والتلاقح الثقافي خدمة للسلم العالمي. وهي تجربة قمينة بكل تقدير تعمل على تطوير وتعزيز مبدأ التسامح والتعايش بين شعوب العالم.