
وفاة الفنان المصري نبيل الحلفاوي عن عمر يناهز 77 عامًا
توفي الفنان المصري الكبير نبيل الحلفاوي مساء اليوم الأحد عن عمر ناهز 77 عامًا، إثر تعرضه لوعكة صحية شديدة نتيجة مشاكل في الجهاز التنفسي. وعلى الرغم من نقله إلى المستشفى وتلقيه الرعاية المكثفة، إلا أن حالته الصحية تدهورت في الساعات الأخيرة مما أدى إلى وفاته.
وقد أعلن نجلا الراحل، وليد وخالد الحلفاوي، خبر الوفاة عبر حساباتهما الرسمية على موقع “X”، حيث قالا في تغريدة: “ربنا استجاب لدعاء الوالد ولم يمر بعذاب طويل، شكراً لكل من أحبّه ودعا له”.
يُعتبر نبيل الحلفاوي أحد أعلام السينما والدراما المصرية، إذ استطاع أن يترك بصمة خالدة في قلوب محبيه على مدى أكثر من نصف قرن. وُلد الحلفاوي في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1947، وتخرج من معهد الفنون المسرحية في السبعينيات، حيث صقل موهبته بالخبرة الأكاديمية والتجربة العملية في المسرح.
بدأ مشواره الفني في السبعينيات من خلال أدوار صغيرة، قبل أن يحقق انطلاقة واسعة في الثمانينيات، حيث قدم العديد من الأعمال السينمائية الناجحة مع كبار المخرجين مثل نادر جلال وأشرف فهمي. من أبرز أفلامه “المحاكمة”، “شبكة الموت”، و”اغتيال مدرسة”، ليصبح أحد الأسماء اللامعة في سماء السينما المصرية.
وفي الدراما التلفزيونية، تألق الحلفاوي في العديد من الأعمال الخالدة، أبرزها مسلسل “رأفت الهجان” حيث لعب دور “نديم قلب الأسد”، و”الحب وأشياء أخرى” من تأليف أسامة أنور عكاشة. كما عرف بدوره البارز في فيلم “الطريق إلى إيلات”، حيث قدم شخصية “القبطان محمود”، التي رسخت مكانته كرمز في الدراما الوطنية.
تميز الحلفاوي بقدرته الفائقة على التنقل بين أدوار متنوعة، متجنبا حصر نفسه في نوع واحد من الشخصيات. قدم شخصيات معقدة تجمع بين القوة الإنسانية والعمق الفكري، ما جعل كل دور يؤديه يظل محفورًا في ذاكرة الجمهور.
إضافة إلى مسيرته الفنية، كان الحلفاوي صاحب مواقف إنسانية وثقافية مميزة، حيث كان صوتًا حاضرًا في قضايا الفن والمجتمع حتى آخر لحظات حياته. وبرحيله اليوم، يودع الوسط الفني أحد أعمدته الكبيرة، ويخسر الجمهور فنانًا قدم إرثًا فنيًا غنيًا سيظل حيًا في الذاكرة.
نبيل الحلفاوي كان بحق من الأسماء التي لا تُنسى، وستظل أعماله حاضرة في قلوب محبيه وعشاق الفن المصري.