
الشبيبة التجمعية تناقش إصلاح الصحة والتعليم
عقدت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية اجتماعا استثنائيا مساء يوم الخميس 02 أكتوبر بمدينة الدار البيضاء، خُصص لمناقشة المستجدات السياسية والاجتماعية التي تعرفها بلادنا في الآونة الأخيرة، وذلك على إثر التعبيرات الشبابية للمطالبة بحقوق مشروعة تروم أساسا تجويد الخدمات الاجتماعية في مجالي الصحة والتعليم.
وإذ تعبر الفيدرالية عن قناعتها بمشروعية هذه المطالب، تؤكد في الوقت نفسه أن الحكومة تنخرط بجدية ومسؤولية في معالجتها، رغم التركة الثقيلة المليئة بالتعقيدات والإشكالات التي ورثتها في هذين القطاعين. كما تشدد على أن الإصلاح الحقيقي في قطاعات استراتيجية كالصحة والتعليم لا يمكن أن تُقاس نتائجه في ظرف أربع سنوات فقط، لكنها تؤمن بأن التعبيرات السلمية والحضارية للشباب يمكن أن تشكل دافعا لتسريع وتيرة الإصلاح، وتفكيك البيروقراطية داخل المنظومة الصحية، وقطع الطريق أمام لوبيات وشبكات المصالح النافذة التي لا يروقها التغيير.
وبعد نقاش عميق ومسؤول يستحضر مصلحة الوطن، ودور الشبيبات الحزبية كفضاءات للنقاش والإبداع ووسائط للإنصات والتفاعل مع تطلعات الشباب، فإن الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية تعلن ما يلي:
أولا: تشيد بإعلان الحكومة تجاوبها مع مطالب التعبيرات الشبابية واستعدادها للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العمومية.
ثانيا: تدعو وزراء الحكومة إلى مزيد من الانفتاح على الفعاليات الشابة، عبر لقاءات تواصلية ميدانية بطرق حديثة ومبتكرة، على غرار المبادرات التي تمت خلال تقديم الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، بما يتيح إبراز الجهود الحكومية المبذولة بعيدا عن الأساليب التقليدية الكلاسيكية المعتادة، وفتح المجال أمام الشباب للتعبير عن طموحاتهم في مستقبل أفضل لقطاعي الصحة والتعليم، وباقي الطموحات الاجتماعية والاقتصادية.
ثالثا: تدعو قنوات الإعلام العمومي إلى تعزيز البرامج الحوارية الموجهة للشباب، خاصة الفئات العمرية الصغيرة من 15 إلى 25 سنة، وإتاحة فضاءات أوسع لمناقشة رهاناتهم وطموحاتهم، وتأطير ديناميتهم المجتمعية من خلال حوار عقلاني، راشد ومسؤول، بحضور مدبري الشأن العام، خصوصا في قطاعي الصحة والتعليم.
رابعا: تؤكد الفيدرالية على ضرورة التحلي باليقظة والحذر لمواجهة محاولات بعض الجهات التي تركب على هذه التعبيرات الشبابية السلمية، وتوجهها نحو العنف والفوضى، خدمة لمصالح ضيقة وأجندات مشبوهة تتجاوز سقف المطالب الاجتماعية المشروعة.
خامسا: تحذر من خطورة ما يقوم به بعض تجار الانتخابات وصناع الفتن ومحترفي “الأدسنس” في الفضاء الرقمي، من تضليل وتهييج وتحريض عبر نشر معلومات زائفة ومغلوطة، محملة إياهم المسؤولية المعنوية عن أحداث العنف التي عرفتها بعض المدن.
سادسا: تؤكد اعتزازها بالمؤسسات الأمنية في بلادنا، وتشيد بمقاربتها المتوازنة في تدبير الاحتجاجات التي تتم في إطار الشفافية والمسؤولية التي يضمنها القانون، وتدعو الجميع إلى التفاعل الإيجابي معها بما يحفظ النظام العام، ويحمي السلامة الجسدية للأشخاص، ويصون الممتلكات العامة والخاصة، ويعزز استقرار بلادنا ووحدتها الوطنية.
سابعا: تدعو مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان إلى استحضار المصلحة العليا للوطن، وتجاوز ثنائية الأغلبية والمعارضة في هذه اللحظة السياسية الدقيقة، والمساهمة الجماعية في مواجهة تجار الأزمات وصناع الفتن، الذين لا تهمهم صحة المواطن ولا تعليمه، بقدر ما تهمهم حساباتهم الخاصة وأجنداتهم المشبوهة.
ثامنا: تجدد دعوتها إلى التسريع بإخراج المجلس الأعلى للشباب والعمل الجمعوي إلى حيز الوجود، باعتباره مؤسسة دستورية محورية من شأنها أن تضطلع بأدوار أساسية في تأطير الشباب، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في الحياة الوطنية.
تاسعا: تسجل الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية ما تحقق في مسار إصلاح المنظومة الصحية، مؤكدة أن ما أنجز فيه حتى الآن يشكل أساسا صلبا لمسار لم يكتمل بعد، لكنه يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول نوعي غير مسبوق، من شأنه أن يعيد رسم ملامح المنظومة الصحية في المستقبل القريب. غير أنه لا بد من الإقرار بغياب المجهود التواصلي الكافي و الكفيل بتقريب هذه الدينامية من الرأي العام الوطني وإبراز ما تحقق فيها لغاية الآن.
وفي هذا السياق، تدعو جميع المتدخلين المعنيين من سياسيين وإداريين وإعلاميين إلى تحمل المسؤولية ومواكبة هذه الإصلاحات بنقاش عصري وحداثي يواكب متطلبات العصر، وعلى رأسها المشروع الهيكلي للمجموعات الصحية الترابية، الذي سيغير وجه المنظومة الصحية بعد التجربة النموذجية التي تم تنزيلها على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة.
كما تعلن الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، انطلاقا من مسؤوليتها، انخراطها في المبادرة التنسيقية للشبيبات الحزبية الوطنية من أجل التواصل مع الشباب المغربي والانصات لتطلعاتهم وايصال صوتهم.
وفي الأخير، تؤكد الفيدرالية أن المحرضين الحقيقيين على أعمال العنف والتخريب يقامرون بمستقبل الوطن، ويغامرون بجره إلى متاهة خطيرة لا تقف عند حدود المطالب الاجتماعية المشروعة، ولا حتى عند بعض المطالب التي يرفعها البعض تجاه الحكومة، بل قد تتجاوزها إلى تهديد الاستقرار وضرب السلم الاجتماعي، خدمة لأجندات مريبة تتنافى مع المصلحة العليا للوطن.