
السيسي: نتطلع للتوصل لاتفاقية متوازنة وملزمة بشأن سد النهضة مع إثيوبيا
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، إن بلاده تتابع عن كثب تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، وتتطلع للتوصل في أقرب وقت ودون إبطاء لاتفاقية متوازنة وملزمة قانونا بشأن السد الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل والمعد ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة تصل إلى 6500 ميغاوات.
وأضاف السيسي، الذي كان يتحدث في افتتاح الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه أن مصر تتفهم أهداف إثيوبيا التنموية وتسعى ليتم بناء السد على أساس من الاحترام لقواعد القانون الدولي، ودون مساس بأمن دولتي المصب.
وأكد أن أزمة المياه أصبحت من أبرز التحديات الدولية جراء الزيادة المطردة في سكان العالم مع ثبات مصادر المياه العذبة والتدهور البيئي وتغير المناخ والسلوك البشري غير الرشيد من خلال إنشاء مشاريع مائية غير مدروسة. وأشار إلى أن تلك العوامل تسهم في تفاقم الأزمة وتؤثر على قدرة الدول للوفاء باحتياجات شعوبها من المياه مما يحول إدارة الموارد المائية إلى تحد يمس أمن وسلامة الدول والشعوب ويؤثر على استقرار أقاليم بأسرها.
وأكد أهمية إعلاء مبادئ التعاون والتضامن الدولي بما يمكن الشعوب من مواجهة التحديات العالمية الراهنة اتصالا بقضية المياه ولتفادي الوقوع في براثن التناحر حولها.
وقال في هذا الصدد “بادرنا بالتنسيق مع عدد من الدول الصديقة لإطلاق بيان مسار عقد المياه ومؤتمر الأمم المتحدة المرتقب”، مشيرا إلى أن مصر تؤمن بأن دفع جهود التنمية يعتبر شرطا أساسيا لتعزيز السلم والأمن الدوليين وإقامة نظام عالمي مستقر.
وكشف السيسي عن أن مصر وضعت خطة استراتيجية لإدارة الموارد المائية حتى عام 2037 بتكلفة تقديرية 50 مليار دولار وقد تتضاعف نتيجة معدلات التنفيذ الحالية.
ولفت إلى أ ن خطة مصر ترتكز على محاور رئيسية، أولها تحسين نوعية المياه، ومنها إنشاء محطات المعالجة الثنائية والثلاثية وتنمية موارد مائية جديدة، مشيرا إلى أن الفترة الماضية، شهدت توجها وطنيا متناميا في مصر لتوطين تكنولوجيا تحلية مياه البحر وترشيد استخدام الموارد المائية المتاحة ورفع كفاءة منظومة الري.
وأكد أن مصر أكثر الدول جفافا في العالم بأقل معدل هطول للأمطار مما يؤدي للاعتماد بشكل شبه حصري على مياه النيل التي تأتي من خارج الحدود، مبرزا أن هذه المعادلة المائية الصعبة تضع بلاده كنموذج مبكر لما يمكن أن يصبح عليه الوضع في العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب مع استمرار تحديات الندرة المائية.