
هيأة وطنية ترى النور من قلب مغاربة العالم
نظمت مجموعة من الفعاليات المدنية والإعلامية والسياسية من أفراد مغاربة العالم ندوة فكرية عن بعد يوم السبت 10 يونيو 2023، حيث شاركت فيها نخبة مميزة تضم كفاءات وأطر مغربية من داخل وخارج البلد. وذلك تحت عنوان : مغاربة العالم وفوضى التخطيط، ما هو البديل؟
جاءت هده المبادرة على إثر محاولة تمرير إتفاقية التبادل الٱلي للمعلومات وفق مرسوم قانون رقم .117.18.2. والجدير بالذكر أن هذه المحاولة أثارت ضجة كبيرة، وردود فعل قوية في أوساط الجالية المغربية نظرا لما تتضمنه تلك الإتفاقية من مخاطر ومن قوانين ستكون لها، إن هي أصبحت سارية المفعول، عواقب وخيمة على خزينة الدولة وإقتصادها، وعلى إستثمارات ومشارع أبناء الجالية وممتلكاتهم داخل وخارج أرض الوطن.
وحتى تتضح الرؤية وأبعاد ومخلفات تمرير إتفاقية التبادل الٱلي للمعلومات، قدمت دعوة المشاركة في أعمال الندوة لنخبة مميزة من أساتدة جامعيين مختصين في القانون والإقتصاد وكذا دكاترة ومهندسين ومدراء شركات وأطر ونشطاء من المجتمع المدني من دول الإقامة، مع مشاركة نخبة مميزة من ممثلي الأحزاب السياسية الوطنية من داخل الوطن الحبيب.
استهل هذا اللقاء بكلمة السيد علي زبير رئيس المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، حيث شكر الجميع على حضورهم وقبولهم الدعوة، مشيرا إلى أن المسار المغربي للاصلاحات الحقوقية والديمقراطية والتنموية تعرف تطورا ملحوظا داخل المنظومة الدولية، موضحا دور مغاربة العالم وموقعهم في إغناء هذا المسار الإصلاحي والدليل على ذلك، إهتمامات جلالة الملك نصره الله بهذه الفئة العريضة من أبناء الشعب المغربي بالخارج؛ وكذا توجيهاته السامية والدائمة لكل القطاعات المعنية من أجل إدماجهم ضمن الأوراش الملكية الكبرى وجميع الإصلاحات السياسية والإقتصادية والثقافية بالبلد.
بعدها، قام كل من أستاذ القانون الدستوري أحمد الباز والدكتور المهندس يونس معمر بتقديم إتفاقية التبادل الٱلي للمعلومات وشرح مظامينها وتقديم أبعادها وعواقبها ليس على الجالية فحسب، بل حتى على المغرب إقتصاديا وإجتماعيا. كما تفضل أساتذة آخرين وممثلو الأحزاب الوطنية التي لبت الدعوة بشرح الإتفاقية المذكورة من الناحية السياسية والأدبية وأثرها على علاقة أبناء الجالية مع المغرب وعلى عملية مشاركتهم في أوراش التنمية البشرية والاقتصادية للبلاد.
وأبانت مداخلات كل من السادة: الدكتور محمد مريزيقة وعبد الإله الهيري من فرنسا، المهندسين بوشعيب الهيسوك ألمانيا وحسن مبروكي بلجيكا والأستاذين الحسين ايت علا من إيطاليا ونورالدين أنهارو من كندا عن خطورة الإتفاقية، وتساءل الجميع عن الأسباب الحقيقية والآنية والموضوعية التي جعلت الحكومة المغربية توقع الإتفاقية، وقبولها للشروط التي نصت عليها.
وإستحضر كل من السادة والسيدات المتدخلون الآخرون الخطابات الملكية السامية وما تتضمنه دائما من إلتفاتات مولوية ورعاية كريمة لأبناء الجالية أينما حلوا ووجدوا، ولم يفت المتدخلين أن يؤكدوا بقوة على عجز الحكومات المتوالية عن التنزيل السليم لما تتضمنه الخطابات الملكية وتفعيل ماجاء في دستور 2011 من حقوق سياسية وثمتيلية مشروعة٠
وأثار باقي المشاركين في اللقاء جملة من الملفات والقضايا التي تهم الجالية، منها الإدارية والسياسة والثقافية، واتفق الجميع على أن عدم إيجاد حلول ناجعة وعاجلة لها يشكل أحد العوامل التي تغذي عدم الثقة في مؤسسات البلاد المشرفة على تسيير شؤونها.
وكما جاء في أحد المداخلات أن كلمة الثقة هي بيت القصيد، فإذا كانت الخطب الملكية السامية مصدر ثقة وأمل فعجز الحكومة على تفعيل سياسات عمومية ملائمة تستجيب لمطالب الجالية وتتلائم مع إنتظاراتها المشروعة، يعد أهم أسباب العزوف السياسي لأبناء الجالية وفقدانهم الثقة في الأحزاب والمؤسسات الوطنية.
وفي هذا الموضوع أشار المتدخلون إلى بعض القضايا والملفات المهمة التي يتطلب أخدها بعين الإعتبار من طرف الحكومة الحالية، منها:
– تفعيل الحقوق السياسية والتمثيلية التي نص عليها دستور 2011؛
– حماية ممتلكات وعقارات أفراد الجالية من السطو والإعتداء عليها؛
– منح مشاريعهم واستتماراتهم كل الضمانات اللازمة؛
– العمل على تسهيل تنقلاتهم إلى المغرب وإقامتهم بين رحابه؛
– سياسات وبرامج ثقافية ودينية لصالح أبناء الجالية تضمن لهم الأمن الروحي وتقيهم شر التطرف الديني.
ومن الإقتراحات العملية التي حضت بإهتمام وتشجيع المشاركين على تفعيلها خلال الأسابيع القادمة إقتراحين:
الإقتراح الأول تنظيم ملتقى وطني في الرباط في نهاية شهر يوليوز، بمشاركة مؤسسات وطنية وقطاعات وزارية وبحضور عدد من أبناء الجالية من مختلف بلدان الإقامة.
وسيكون هذا المؤتمر فرصة للقاء وتبادل الأفكار ومعرفة الإكراهات والمشاكل التي يعيشها أبناء الجالية في مختلف بلدان إقامتهم، وذلك بحضور ممثل المنظمات والمجالس والوزارات المعنية بشؤون الجالية المغربية.
أما الإقتراح الثاني فهو إنشاء إطار جديد تخول له مهمة البحت عن أنجع السبل وأهم الٱليات لتقارب وجهات النظر، والبحث مع المؤسسات المعنية بشؤون الجالية عن الحلول الملائمة لملفاتها ومطالبها المشروعة منها الثقافية والسياسية والإقتصادية، وسيحمل إطار العمل الجديد إسم :
الهيأة الوطنية لأطر وكفاءات مغاربة العالم .
وإيمانا من اللجنة المنظمة بضرورة تقوية قدرات الجالية المادية والمعنوية والسياسية، خصوصا في هذه الأوقات التي يحتاج فيها المغرب لكل قواه لضمان إستقراره ومسيرته في طريق الرفاهية والتنمية لكل أبناءه تحت الرعاية والقيادة الحكيمة لعاهل البلاد حفظه الله ونصره.
وبعد أكثر من ثلاثة ساعات، اختتم اللقاء بكلمة شكر وإمتنان لعاهل البلاد وملكها المنصور بالله على ما يبديه جلالته من إهتمام وعطف ورعاية لأبناء الجالية المغربية.
وفي الأخير كلف كل من السيد علي زبير والسيد محمد مريزيقى بالإشراف على تنفيد وتنزيل ما جاء في هذا القاء المبارك والناجح بفضل كل المشاركين.
السيد علي زبير: مؤطر اللقاء
السيد محمد مريزيقى: منسق اللقاء
السيد الحسين ايت علا: مقرر اللقاء