
مكانة القدس الشريف في الشعر الملحون المغربي – الحلقة الثانية
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي*
من المعلوم أن القدس كنز عظيم ، وثرة هائلة ، وأمانة هامة جعلها الله تعالى في أيدي المسلمين منذ أن أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عرج به منها إلى السماوات العلا .. ذلك أن الحادث الفريد الذي أكرم الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، والذي ورد ذكره في النص القرآني ، قد جعل المسلمين في كل زمان ومكان يتطلعون غلى المسجد الأقصى المبارك .. وتهوى قلوبهم إلى زيارته للصلاة فيه . قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم: ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا” .
وآية الإسراء كما يتضح منها ، تنطوي على أمر مهم ، وهو الإعلان عن أن الأرض التي حول المسجد الأقصى ، أرض مباركة بمباركة الله تعالى لها .. وبالتالي ، يكون موضع المسجد الأقصى مباركا بداهة ، ويكون موضعه بالنسبة للأرض حوله موضع القلب من الجسد .
ومما يعمق ارتباط القدس الشريف بالإسلام ، أنها أولى القبلتين .. فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس ـ والكعبة بين يديه ـ وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ، ثم صرف إلى الكعبة ..” وفي حديث البخاري عن البراء بن عازب قال : ” لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ، وكان يحب أن يتوجه نحو الكعبة .. فأنزل الله تعالى : ” قد نرى تقلب وجهك في السماء ، فلنولينك قبلة ترضاها ، فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ..”
فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الكعبة ..ومن أجل ذلك ، كانت القدس هي القبلة الأولى للمسلمين .
تلك إذن هي القدس ، إليها أسري بنبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وفيها صلى إماما بالأنبياء والمرسلين ، وإلى جهتها أمر المسلمين أن يتوجهوا في صلاتهم ستة عشر شهرا ، وإلى المسجد الأقصى أمرهم صلى الله عليه وسلم أن يشدوا رحالهم . ومن ثمة ، لا يجوز للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتقاعسوا عن تحريرها مهما كلفتهم من شهداء وتضحيات جسام .
————————————–
1 ـ لمحة عن السيــــــــرة :
الاسم الكامل : منيـــــر البصكـــــــــــــــري الفيلالي
مكان الازدياد : أسفي
الجنسية : مغربيـــــــــة
2 ـ الشواهــد المحصل عليهــا :
ـ دكتــــوراه الدولة في الأدب العربي ـ كلية الآداب بالرباط ـ 27 يناير 2000
ـ دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي ـ كلية الآداب بالرباط ـ يوليوز 1988
ـ شهادة استكمال الدروس ـ كلية الآداب بالرباط ـ 1982
ـ الإجازة في الأدب العربي ـ كلية الآداب بالرباط ـ دورة يونيو 1980
ـ دبلوم المدرسة العليا للأساتذة ـ كلية علوم التربية ـ 1981
ـ شهادة الدراسات الإسلامية العليا ـ دار الحديث الحسنية ـ ( شعبة علوم القرآن والحديث ) 1982
ـ شهادة البكالوريا في الآداب العصرية ـ أسفــــي ـ 1976
ـ دبلوم في اللغة الإيطالية ـ جامعة ( بيرودجا و سييـنـــا ) 1988
3 ـ الأعمال التربوية والإدارية :
أستاذ بثانوية دار السلام : 1980 / 1991
أستاذ بثانوية اليمون : 1992 / 2003
أستاذ بثانوية عمر الخيام ( الأقسام التحضيرية ): 2001 / 2003
أستاذ التعليم العالي : 2003 / 2019
ـ منسق مسلك الدراسات العربية من : 2003 إلى 2012
ـ رئيس شعبة العلوم الإنسانية والآداب والفنون من : 2009 إلى 2012
ـ نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية ابتداء من يونيو 2012
ـ وسام ملكي من الدرجة الأولى ..
4 ـ أ ـ الأنشطة الثقافية والفكريــــــــــة
ـ عضو لجنة فحص البحوث الجامعية ـ جامعة محمد الخامس ـ كلية الآداب ـ الرباط
ـ عضو لجنة الملحـــــــــون الوطنية
ـ عضو جمعية الدراسات والأبحاث حول أسفـــي
ـ خبير بأكاديمية المملكة المغربية في إطار مشروع استكمال معلمة الملحون
ـ رئيس شرفي لجمعية الحاج محمد بن علي المسفيوي لطرب الملحون
ـ عضو مراسل لمجلة (النـــــــــور ) اللندنية
ـ عضو النادي الأدبي الجـــراري
ـ عضو مؤسســــة الفكــــر ( المقهــى الأدبــــي / أسفي )
ـ نائب رئيس مركز القاضي عياض للدراسات القانونية والتشريعية .
ـ عضو مؤسس للمركز المغربي للدراسات الإفريقية والسياسات الاستراتيجية
5 ـ فيما يخص أنشطة البحث العلمي :
ـ من الكتب المطبوعة :
ـ الشعر الملحون في أسفي
ـ منشورات مؤسسة دكالة عبدة للثقافة والتنمية عام 2000
ـ أوليا وصلحاء أسفي في الشعر الملحون ـ طبعة 2017
ـ أسفي ، تاريخ وتراث ـ طبعة 2017
ـ التي تنتظر الطبع : النزعة الصوفية في الشعر الملحون
ـ صدى رجالات أسفي في التاريخ ـ دليل شعراء الملحون بأسفي
ـ مشاركات ضمن ندوات ومؤتمرات علمية وطنية ودولية
ـ حاليا ( متقاعد متفرغ للبحث العلمي )