ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 77

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الأستاذ محمد عقار:
ليس غريبا أن يكون الأستاذ الدكتور محمد عقار استثناء. فهو كتلة متوهجة من العطاء لم يخطئ طريق العلم، حيث كانت المؤسسات التعليمية التي درس فيها بأسفي تعرفه وتعرف اجتهاده وجديته .. فقد أسمع صوته داخل هذه المؤسسات باقتدار، متجاوزا عقبات الابتدائي والإعدادي والثانوي بتميز لافت.
ولد محمد عقار بأسفي يوم 14 غشت 1942، بعد استكمال مساره التعليمي، سيصبح بحضوره الفاعل وعنفوانه المثمر، ومشاركاته العلمية العميقة التي تشبع العقول وتغذي النفوس، مما أهله ليكون اسما لامعا وخبيرا في مجال الرياضيات. فبعد أن حصل على دكتوراه الدولة في الرياضيات عام 1976 من جامعة بوردو بفرنسا .. تقلد الأستاذ عقار عدة مناصب بالوظيفة العمومية كمدير عام بالمدارس العليا للأساتذة بالمغرب، ومدير تكوين الأطر بوزارة التربية الوطنية، وأستاذ بكلية العلوم بالرباط، ومدير دار المغرب بباريس، وأستاذ بجامعة العلوم والتكنولوجيا ببوردو، يسهر على تسيير معهد أبحاث أكيتين لتعليم الرياضيات.
له الكثير من الأعمال والنظريات العلمية في عالم الرياضيات، ترجمت إلى عدة لغات، (الإنجليزية ـ الفرنسية ـ الألمانية ـ الإيطالية ـ الإسبانية ـ السويدية ـ الفلنندية ـ الهولاندية ـ اليابانية) وقد توجت هذه المجهودات وغيرها بحصوله على عدة جوائز وطنية ودولية .. وهو بذلك يجسد بحق حضور العالم الوازن من خلال إثبات الذات، حيث رسم لحياته طريقا لا مكان فيها للالتواء والخيلاء والاستعلاء، بل ظل وفيا لمبادئه وقيمه وأخلاقه الرفيعة، مؤمنا بطموحاته التي لم تفتر يوما، وكانت تكبر باستمرار، وتتوسع دائرتها في كل أرجاء العالم من أجل العلم والمعرفة. فهو عالم مغربي جليل القدر، يحظى بمكانة متميزة. وحين نبحث عن سر هذا التميز ، فإننا نجد لذلك عوامل وأسباب نقتصر منها على عنصرين اثنين:
يتعلق العنصر الأول بمكونات ثقافته، فالمتتبع لمساره التعليمي، سيكشف ـ لا محالة ـ عن هذه المكونات التي جعلت منه عالما كبيرا ومتميزا، ومثقفا مرموقا نهض بما يستوجبه علمه وثقافته.
أما العنصر الثاني، انعكاس هذه المكونات العلمية والثقافية على مساره العلمي، فكان له القدح المعلى في مجال العلوم الرياضية التي نال فيها حظا وافرا .. ليس هذا فقط ، وإنما يحتسب للرجل تواضعه الجم، أبي عزيز النفس، يتسم بروح التفاهم والإنصاف، يقظ الوجدان، يتمتع بالذكاء الكبير والنجابة الواضحة.

والحقيقة، أننا لم نتوسع في الحديث عن حياة الأستاذ محمد عقار الحافلة بالعطاء والإبداع لكن يكفي أن نذكر أن تأثير البيئة الأسفية في تكوينه وفي تشكيل فكره وطبعه بالأصالة والعمق والنبوغ المبكر والجهود العلمية المتواصلة .. لذلك، فالحديث عنه هو حديث عن هذه البيئة التي أنجبت شخصية عبقرية من أبناء مدينة أسفي، ليكون قدوة الجيل الحاضر والجيل الذي سيأتي بعده.
فالأستاذ محمد عقار علامة بارزة، واسم لامع، وإضافة قيمة في مجال البحث العلمي في بلادنا، بما له من الشفوف والاعتبار. فأسفي تعتز اليوم وغدا بابنها البار الأستاذ الدكتور محمد عقار بما حققه في الحقل العلمي الذي أهله تميزه فيه ليحتل موقعا مرموقا زانه بشيم حميدة وخصال نبيلة أضفت على جهوده العلمية مسحة إنسانية رفيعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض