صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 13

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

ـ عزيزة بنت ابراهيم : يتبين أنها رجراجية كما تشهد على ذلك بعض الوثائق التي بحوزة القائمين على ضريحها حسب ما جاء عند الفقيه الكانوني في الجزء الثاني من كتابه :         ” جواهر الكمال في تراجم الرجال ” . يقول عنها الكانوني : ” المرأة الصالحة المجتهدة الفالحة ، بلغت في الصلاح والولاية مقاما لا يبلغه إلا أفراد الرجال ، ونالت في ذلك شهرة كبيرة وصيتا ذائعا في الدلالة على الله والإرشاد إلى سبيله . لقيها ابن الخطيب القسنطيني في العشرة السابعة من القرن الثامن الهجري وذكرها في ” أنس الفقير ..” قائلا : ” ورأيت بالمغرب الأقصى في طرف سكسيوة من جبل درن بموضع يقال له القاهرة ، المرأة الصالحة عزيزة السكسيوية ، تبركت بها وجلست معها وهي متوجهة في صلح بين قبيلتين عفيفتين ، ولها أتباع من الرجال وأتباع من النساء .. اشتغلت بالمجاهدة والعبادة .. تضرب لها خيمة بالوسط بمقربة من طائفة النساء ، تلقي عليها كساء ، فصيحة جدا في أجوبتها وأوامرها ووعظها ، ولها كرامات مشهورة ، ولها في مقامات الصالحين حالا عظيما .      ـ عتيكة بنت الحاج الطيب بن أبي القاسم بن عبد الله بن رحمون الغولي ، الحرة الصالحة المباركة ، ذات الأحوال الربانية والصيانة ، كانت تتعاطى الفلاحة وتفعل الخير وتؤثر المساكين .
توفيت رحمها الله حوالي سنة خمسة وتسعين ومائتين وألف ، ودفنت في حوش بالزاوية الغولية بعبدة .( انظر جواهر الكمال للكانوني ، الجزء الثاني .. ص. 80 )

ـ فضيلة بنت الحاج المحجوب بن عبد السلام بن هيمة ، السيدة الفاضلة القارئة الأستاذة . كانت من فضيلات نساء زمانها ، قارئة للقرآن دينية صينة . تزوجها الفقيه العلامة القاضي السيد عبد الخالق الحجام الأسفي ، وبعده تزوجها الفقيه الواعظ السيد محمد بن الطيب . كان الصبيان يأتونها لدارها فتصلح ألواحهم وتكتب لهم ، ثم في آخر أمرها فتحت مكتبا لقراءة القرآن حتى توفيت بعد الستين ومائتين وألف . لها لأخت تسمى فاطنة ، كانت هي الأخرى قارئة للقرآن فاضلة ، توفيت سنة اثنين واربعين ومائتين وألف .
ـ فاطنة بنت قدور بن مبارك الباهي القزدالي البحتري ، الطالبة القارئة للقرآن ، الذاكرة الصينة . كانت رحمها الله حافظة للقرآن عن ظهر قلب ، تالية له يأتيها الصبيان لدارها إذا غاب معلمهم ، فتكتب لهم وتعلمهم .. ذات خط حسن ، ملتزمة للحجاب ، لها اليد الطولى في الغزل والنسيج والدين المتين والصبر الجميل ..

تزوجها الفقيه الأستاذ سيدي محمد بن أحمد العثامني الدكالي لما كان مدرسا عند جد والد الكانوني . توفيت في العشرة الأولى من القرن العشرين رحمها الله .

يتبع …