مجتمع

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

الدكتور محمد التهامي الحراق

نحن مقبلون، بحول الله وعونه ومنّه، على شهر رمضان الأبرك، بروحانيته وأسراره ونفحاته. وننتظر أجواءه التنسكية بشوق وتوق. لكنني أسجل ما يلي: يجب أن نبذل جهدا استثنائيا لنجعل هذا الشهر ، شهر القرآن، فرصة لتدارس القرآن الكريم وتدبره وإعداد الناس لتجديد تلقيهم له، عبر العلم والحوار والتفكير السديد. كما يجب من ناحية ثانية، البذل المعرفي والروحاني لجعل تنسكات هذا الشهر، مثل صلاة التراويح، لحظات للقرب الرباني، وتجديد الإيمان؛ لحظات لتغذيتنا بالمعاني الروحانية الإنسانية هنا والآن، بدل جعلها مجرد ملاذات نفسية للتنفيس والتباكي وتخليص الضمير من الشعور العابر بالذنب، بحيث لا تنتج معنى جديدا في علاقة المرء بنفسه وبربه وبالعالم من حوله، ولا تثمر تغييرا وجوديا في كيان المؤمن، وعيا ووجدانا وسلوكا.
هذا هو الفرق الكبير بين الطقوسية الشكلانية والشعائرية الإيمانيّة؛ الأولى تجعل المسلمين على كثرتهم في العالم كغثاء السيل، والثانية تجعل كل فرد مؤمن مُخْتَصَرا ومختصِرا لقوة أمة: “إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً..”(النحل، الآية 120).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض