
تزنيت.. تخليد الذكرى السبعين لانتفاضة 1952 بالدار البيضاء
خلد إقليم تزنيت، أمس الثلاثاء، الذكرى السبعين لانتفاضة 7 و 8 دجنبر 1952 بالدار البيضاء، والتي اندلعت تضامنا مع الشعب التونسي الشقيق، بعد أن امتدت أيدي المستعمر الفرنسي الغاشم لاغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد يوم 5 دجنبر 1952.
وبهذه المناسبة، نظمت النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتزنيت، محاضرة علمية حول موضوع “حدث انتفاضة 1952 بالدار البيضاء وأبعاده المغاربية”، حضرها على الخصوص عامل إقليم تزنيت، حسن خليل، وسخصيات مدنية وعسكرية، وذلك اعتبارا لما لهذه المحطة التاريخية من رمزية وطنية ومقاصد نضالية وحدوية.
وفي كلمته الافتتاحية، قال النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أحمد تنضافت، إن هذه الذكرى تشكل تجسيدا لعمق الكفاح المغاربي المشترك واستحضارا للحمولة النضالية للحركة الوطنية، كما أنها عبرت عن الروح الوحدوية والحس التضامني وقيم النضال المشترك التي تحلى وتمسك بها الشعب المغربي في مواجهة الاحتلال الأجنبي، وذودا عن وحدة الأوطان وعزتها، ووفاء للمثل والمبادئ والوشائج التي يتشكل منها الوجدان المغاربي.
وذكر أنه “مرت على هذه المحطة التاريخية البطولية سبعون سنة، وكلما استحضرناها، عادت إلى ذاكرتنا صور التضامن العميق والتلاحم الوثيق بين الأشقاء بالمغرب الكبير وتكاثفهم وتآزرهم في مواجهة الشدائد ومقارعة النوائب، إدراكا منهم لأهمية الكفاح المشترك سبيلا لصون مقدساتهم الدينية و ثوابتهم الوطنية، وإيمانا من الشعوب المغاربية التواقة إلى التحرر والكرامة بوحدة المصير، واقتناعها الراسخ بأن قوتها تكمن في تكتل كياناتها والتنسيق بين أقطارها”.
وأشار إلى أن “هذه الأحداث لم تكن إلا حافزا لتقوية الحس الوطني وتعميق الوازع النضالي في صفوف الجماهير الشعبية، وتقوية العمل النقابي، وتوسيع دائرة ممارسته كآلية لنشر الوعي السياسي والتحريض على مقاومة المستعمر، فتكلل هذا المسار التحرري باضطلاع عدد من المناضلين المتمرسين بالحركة النقابية بمهام قيادة الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري عند انطلاق ملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة”.
وشدد على أن المغرب، الذي ظل دائما قلعة شامخة للجهاد و عرينا منيعا للمقاومة والنضال، يجدد استعداده و جاهزيته للتعاضد والتضامن مع الأشقاء المغاربيين في أفق بناء الوحدة المنشودة والسعي لتدارك الفرص الضائعة وتجاوز النزاعات المجانية التي ظلت تقف حجر عثرة في وجه تكامل واندماج اقتصادي حقيقي بمنطقة المغرب الكبير.
وأشار إلى أن “أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وهي تستحضر بفخر واعتزاز هذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر والطافحة بالمعاني والقيم، لتجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية ومغربية الأقاليم الصحراوية المسترجعة، وتؤكد وقوفها ضد مناورات خصوم وحدتنا الترابية ومخططات المتربصين بسيادة المغرب على كامل ترابه المقدس الذي لا تنازل ولا مساومة في شبر منه”.