H.TECH

الألعاب السحابية تذكي منافسة شرسة بين كبريات الشركات العالمية

تمثل الألعاب السحابية (Cloud gaming) ثورة حقيقية في صناعة ألعاب الفيديو، حيث تتنافس أكبر الشركات ك(غوغل) و(إنفيديا) و(مايكروسوفت) و(سوني) و(إلكترونيك آرتس) وكذلك (أمازون)، من أجل تصدر هذه السوق العالمية التي تشهد نموا مطردا. فالألعاب السحابية، أو ما يسمى أيضا “اللعب عند الطلب”، هي تقنية تمكن من الاستمتاع بألعاب الفيديو بغض النظر عن المكان والشاشة المستعملة (هاتف ذكي، حاسوب، لوحة إلكترونية …).

إنه ابتكار يسمح بإزالة عبء التكلفة العالية للأجهزة على المستخدمين، حيث يرتكز على إطلاق الألعاب على خوادم الويب المستضيفة في مركز البيانات. ثم يتم بث الصور في الوقت الحقيقي على شاشة المشغل.

فضلا عن ذلك، وبعد أن أحدثت ثورة في صناعات الموسيقى، والسينما، والسلسلات، خاصة مع خدمة نتفليكس التي صارت من الضروريات في حياة العديد من الناس، فإن الألعاب السحابية شكلت تحولا جذريا في عالم ألعاب الفيديو.

هذا الإبداع الجديد أصبح موضوعا للمنافسة المتزايدة بين عمالقة التكنولوجيا. فطبقا لموقع (نيوزو) فإن هذه السوق، التي تقدر بنحو نصف مليار دولار في عام 2020، قد تصل إلى 4,8 مليار دولار في عام 2023، كما سيستمر في جذب المزيد من عشاق ألعاب الفيديو. وقال بيرس هاردينغ رولز، مدير البحث والتحليل في ألعاب الفيديو لدى مؤسسة ” أي إتش إس” ماركت بهذا الخصوص : ” أن تقوم شركات كغوغل ومايكروسوفت وتينسنت وآخرون بالاستثمار في هذه السوق، فهذا يدل على أن السحابة كمنصة ومورد خدمات متصلة بألعاب الفديو، صارت تمثل دينامية جديدة لمنصة تنافسية داخل صناعة ألعاب الفيديو”.

وبهذه الخدمة الجديدة، يعتزم مختلف اللاعبين التباري في مجال تنافسي بكل تأكيد، غوغل بفضل منصة “ستاديا”، سوني مع “بلاي ستيشن ناو”، “جيفورس ناو” من إنفيديا، “شادوو” و”إكس كلاود” من مايكروسوفت، وأيضا عملاق التجارة الإلكترونية ” أمازون” الذي أطلق مؤخرا منصته في نسخة بيتا، بالإضافة إلى مجموعة فيسبوك، والتي شرعت مؤخرا في مغامرة الألعاب السحابية.

ومع ذلك، تبقى مايكروسوفت المنافس الأكبر في سوق الألعاب السحابية من خلال مشروع “إكس كلاود”. وهو يعد بمنح مستخدميه عرضا كاملا مع قائمة للمحتويات غنية ومتنوعة. وتنوي خدمة “إكس كلاود” الاندماج مع اشتراك “إكس بوكس غيم”، وبالتالي السماح ببث مجموعة كبيرة من الألعاب بغض النظر عن المنصة.

وأطلقت مؤخرا مجموعة جيف بيزوس، التي تتمتع أيضا ببنية أساسية قوية للغاية في مجال الشبكات، برنامج “Amazon Luna”، حيث توجد منصته الرقمية في نسخة بيتا، فقط في الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك يعتبر أمازون، وهو أيضا مالك خدمة “تويتش”، أحد رواد سوق الألعاب السحابية.

ومن جانبه، شرع فيسبوك مؤخرا في مغامرة تشغيل الألعاب السحابية، من خلال الاستحواذ على ” بلاي جيجا “، وهي شركة إسبانية ناشئة متخصصة في هذا المجال، ولكن دون نية منافسة عمالقة ” الألعاب السحابية”، حيث أفادت مجموعة زوكربيرج في بيان لها، أنها تفضل التركيز على ألعاب الهاتف المحمول التي سوف تكون تماما بالمجان.

وتمضي “الألعاب السحابية” قدما بخطوات هائلة، بفضل التقدم السريع الذي أحرزته التكنولوجيا، وخاصة مع التشغيل الوشيك لخدمة الـ 5G ،التي ستيسر بالتأكيد اعتماد هذا النمط الجديد من الألعاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض