أخبار دولية

علماء يجددون توصيتهم بالتقليل من اللحوم في النظام الغذائي

توصي دراسة موسّعة جديدة نُشرت في مجلة “لانسيت” بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء، والاعتماد على نظام غذائي نباتي متوازن لتحقيق صحة أفضل والحفاظ على البيئة.

أعاد ائتلاف عالمي من الخبراء في مجالات التغذية، الصحة العامة، والبيئة التأكيد على توصيتهم السابقة بضرورة تقليل الاعتماد على اللحوم الحمراء في النظام الغذائي اليومي. وقد جاء ذلك استنادًا إلى بيانات علمية أكثر دقة وحديثة، رغم الجدل الكبير الذي أثارته هذه التوصيات في أوساط الصناعة الغذائية.

العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة خطر الوفاة

أشارت الدراسة، التي شارك فيها حوالي 100 خبير، إلى وجود ارتباط واضح بين الاستهلاك المرتفع للحوم الحمراء وزيادة خطر الوفاة، خاصة في البلدان التي يعتمد سكانها بشكل كبير على هذا النوع من الغذاء منذ عقود.

لكن توصيات الباحثين لم تقتصر على تقليل اللحوم فحسب، بل سعت لتقديم نظام غذائي عالمي مستدام يساعد في تحسين صحة الإنسان دون الإضرار بالبيئة.

النظام الغذائي الصحي العالمي: ما هي أبرز التوصيات؟

في تحديث لتقريرهم الأول الصادر عام 2019، قدم العلماء مجموعة من الإرشادات الغذائية الصحية المستندة إلى أدلة علمية. وأبرز ما جاء في التوصيات:

  • الحد من استهلاك اللحوم الحمراء إلى 15 غرامًا يوميًا فقط.

  • زيادة استهلاك الخضروات إلى 200 غرام يوميًا.

  • الفواكه: 300 غرام يوميًا.

  • الحبوب الكاملة: 210 غرامات.

  • منتجات الألبان: حوالي 250 غرامًا (مع مرونة بين 0 إلى 500 غرام).

  • الأسماك أو المأكولات البحرية: 30 غرامًا.

  • اللحوم البيضاء (مثل الدواجن): 30 غرامًا.

كما أكدت الدراسة على تقليل السكر المضاف، الدهون المشبعة، والملح إلى أقصى حد ممكن.

الاعتبارات الاجتماعية في التوصيات الغذائية

من أبرز ما تضمنته النسخة المحدّثة من التوصيات هو التركيز على العدالة الاجتماعية، بما في ذلك ضمان ظروف عمل لائقة للعاملين في القطاع الغذائي الزراعي، والتأكيد على أهمية توافر الغذاء الصحي لجميع شرائح المجتمع، مع مراعاة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.

ردود الفعل: دعم علمي مقابل انتقادات صناعية

رغم أن المجتمع العلمي رحّب بالتوصيات الصحية الجديدة، إلا أن بعض الجهات في قطاع الصناعات الغذائية الزراعية انتقدتها بشدة، واعتبرتها غير مناسبة للعادات الغذائية المحلية أو حتى مضللة.

وفي تقرير نُشر عام 2023 في مجلة “لانسيت غلوبال هيلث”، أوضح باحثون آخرون أن الآراء العامة حول هذه التوصيات كانت إيجابية في الغالب، رغم الحملات المضادة التي شنتها بعض الأطراف الصناعية.

لا تغييرات جذرية… بل تأكيد على النهج السابق

بحسب البروفيسور فرانسوا ماريوتي، أستاذ التغذية في كلية “أغرو باري تك”، فإن عدم تغير التوصيات يعكس ثبات الأدلة العلمية بين عامي 2019 و2025، موضحًا أن العلاقة بين بعض أنواع الأطعمة والصحة لم تتغير.

ومع ذلك، أقر الباحثون بأن اتباع هذه التوصيات الصارمة قد يؤدي على المدى القصير إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن، خاصة إذا لم يتم التخطيط للنظام الغذائي بعناية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض