
بلينكن في اليونان بعد تركيا في اطار جولته الشرق أوسطية
حط وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن السبت في جزيرة كريت حيث التقى لعدة ساعات رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بعد زيارة قام بها إلى اسطنبول عقد خلالها اجتماعا مطولا مع الرئيس رجب طيب إردوغان، في اطار جولته الشرق أوسطية.
جرى اللقاء بين الرجلين في خانيا، إحدى المدن الرئيسية في جزيرة كريت اليونانية، في منزل رئيس الحكومة اليونانية.
أكد وزير الخارجية اليوناني جورج يرابتريتيس السبت أن انضمام اليونان إلى برنامج المقاتلات الأميركية من طراز “أف-35” التي تنتظرها أثينا منذ فترة طويلة، مسألة وقت.
وقال وزير الخارجية على قناة سكاي إن “تحديث القوات المسلحة مسألة مهمة”.
وفي اسطنبول، أكدت مصادر دبلوماسية أميركية أن اللقاء بين بلينكن واردوغان استمر 75 دقيقة في أحد المقرات الرئاسية على مضيق البوسفور، وأعقب لقاء بينه وبين نظيره التركي هاكان فيدان.
وأكد مصدر دبلوماسي أن فيدان طالب بـ “وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة.
ويأخذ إردوغان الذي كان غائبا عن أنقرة لدى زيارة بلينكن السابقة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، على واشنطن دعمها لإسرائيل.
وأفادت وزارة الخارجية التركية في بيان بأن اللقاء بين إردوغان وبلينكن تناول الوضع في غزة وعملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وأكد البيان أن بلينكن شد د في حديثه مع الرئيس التركي على “ضرورة منع توس ع النزاع، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحد من الضحايا المدنيين، والعمل من أجل سلام إقليمي دائم، والتقد م في اتجاه إقامة دولة فلسطينية”.
ونقل البيان الموجز عن الوزير الأميركي دعوته اردوغان إلى “إتمام (عملية) انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي”.
وتركيا هي الدولة العضو الأخيرة في حلف شمال الأطلسي إلى جانب المجر، التي تعطل انضمام البلد الاسكندينافي إلى الناتو.
وبعد هذه المحطة القصيرة في جزيرة كريت، سيتوجه بلينكن إلى الأردن ثم إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة ودول أخرى في المنطقة للبحث في سبل تجنب توسع النزاع في المنطقة بعد ثلاثة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وسيدعو بلينكن دول المنطقة إلى استخدام قنوات التواصل التي تقيمها مع إيران لنقل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد بل ستكتفي بالدفاع عن مصالحها عند مهاجمتها، على ما أفاد مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته.
في سوريا والعراق زادت الهجمات على قواعد عسكرية تؤوي عسكريين أميركيين في الأسابيع الأخيرة في حين كثف المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران، من هجماتهم في البحر الحمر “نصرة ” لفلسطينيي غزة.
وإردوغان من كبار منتقدي إسرائيل التي تعهدت “القضاء” على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردا على هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لفرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. كذلك، اقتيد نحو 250 شخصا واحت جزوا رهائن، ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع، مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر، إلى مقتل 22722 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
ويشكل ملف انضمام السويد الشائك إلى الناتو، السبب الثاني لزيارة بلينكن إلى تركيا.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على انضمام السويد إلى الحلف ممهدة الطريق أمام هذه العملية، إلا ان بروتوكول الانضمام يجب أن يقر من جانب غالبية النواب لوضع حد لحالة الترقب المستمرة منذ حوالى 20 شهرا.
وتأخذ انقرة على السويد تساهلها المفترض حيال ناشطين أكراد أتراك لاجئين فيها واستخدام نفوذها لتعطيل تسليم أنقرة 40 طائرة مقاتلة أميركية من طراز اف-16 وحزمات تحديث لتلك التي تملكها أساسا.
والبرلمان التركي في عطلة رسميا حتى 15 كانون الثاني/يناير الحالي. لكن يمكن للرئيس التركي أن يدعوه إلى عقد جلسة استثنائية.
ولا تعارض الإدارة الأميركية بيع طائرات أف-16 إلى تركيا إلا أن الكونغرس يعارض ذلك حتى الآن بسبب التوترات التاريخية بين تركيا واليونان العضو أيضا في الناتو، مع أن العلاقات بين البلدين تحسنت في الأشهر الأخيرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأربعاء “لا نرى انه ينبغي ربط بيع حزمات تحديث طائرات اف-16 إلى تركيا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن بعض أعضاء الكونغرس لهم رأي مخالف وربطوا بين القضيتين”.
وأضاف “أرى أن أفضل ما يمكن أن يحدث من أجل تحقيق تقدم … هو أن تتحرك تركيا في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على انضمام السويد”.
وعليه زار بلينكن مساء السبت كريت لطمأنة الحلفاء بعدما أعربت أثينا عن قلقها من بيع أنقرة هذه المقاتلات.