
الاتحاد العالمي للتعاضد يعقد جمعه العام العادي الخامس بمدينة العيون
احتضنت مدينة العيون مؤخرا أشغال الجمع العام العادي الخامس للاتحاد العالمي للتعاضد، الذي انعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويعتبر هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية وبدعم من كافة التعاضديات المغربية، تحت شعار “التعاضد فاعل أساسي في الحماية الإجتماعية والإقتصاد الإجتماعي والتضامني”، الأول من نوعه الذي تحتضنه المملكة، وذلك بحضور نائب رئيس الاتحاد ألبرتو سيلفا، وعدد من رؤساء وممثلي الاتحادات والتعاضديات الوطنية والدولية.
ويضم الإتحاد التعاضدي العالمي، الذي أحدث، يوم 05 يونيو 2018 بأروقة الأمم المتحدة بجنيف، تعاضديات من دول أمريكا اللاتينية، ومن شبه الجزيرة الإيبيرية، ومن إفريقيا.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد رئيس الاتحاد الإفريقي للتعاضد مولاي ابراهيم العثماني أن هذا اللقاء يسعى الى الإستمرار في إشاعة القيم النبيلة، لقطاع التعاضد كأحد الركائز والدعامات الأساسية للإقتصاد الإجتماعي والتضامني، والحماية الإجتماعية، مبرزا أن هذا القطاع أثبت حضوره القوي والبارز، داخل النسيج المجتمعي، من خلال المبادئ الكونية التي ارتكز عليها، في جهوده الرامية إلى وضع أرضية صلبة وواقعية، ملموسة، تكرس وتعزز وتنشر، قيم التضامن والتآزر والتعاون، بين الأفراد والجماعات.
وسجل أن الشعار الذي تم اختياره لهذا المحفل التعاضدي العالمي الهام، يحمل في طياته رسائل إلى كل الحكومات والمؤسسات والمنظمات، من أجل إيلاء الإهتمام المناسب، لقطاع التعاضد باعتباره ركيزة أساسية لبناء مجتمع متضامن، تسوده قيم العدالة الإجتماعية والمجالية، وآلية ناجعة، لمحاربة الهشاشة والفقر، وتضييق الهوة والفوارق الطبقية الصارخة، وعدم مراعاة الجانب الإجتماعي بشكل أكثر عدالة وإنصافا.
واستعرض السيد العثماني، وهو رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، تجربة المغرب في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال الحصيلة الرسمية المتوفرة حاليا، مشيرا الى أن الدراسـة التي أجراهـا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خلصت أن قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامنـي، يتكـون مـن التعاونيـات التـي سـاهمت سـنة 2013، بنسـبة 1.5 في المئة في الناتج الداخلي الخام، ومن التعاضديات التي يبلغ عدد منخرطيها مليون و500 ألف شخص، وتقدم خدماتها إلى 4 ملايين و500 ألف مستفيد، ومـن جمعيات تضـم 15 مليون منخرط، ثلثهم مـن النساء.
وسجل ان هذا الرقم عرف ارتفاعا مع توالي السنوات، نظرا للمشاريع الإستثمارية والاجتماعية التنموية الكبرى، التي شهدها المغرب تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، والتي كان آخرها إطلاق الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية لجميع المواطنين، يوم الأربعاء 14 أبريل 2021 بفاس.
وذكر أن النسيج التعاضدي المغربي، يتكون من حوالي 50 مؤسسة، تتـوزع أساسـا بين تعاضديـات الصحة، التي تنتمي إليها، التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بعدد إجمالي يفوق 460 ألف منخرط، وأزيد من 632 ألف مستفيد من ذوي الحقوق، مبرزا أن هؤلاء المنخرطين، ينتمون لحوالي 1562 إدارة عمومية ومؤسسة عمومية وشبه عمومية وجماعات ترابية.
وعلى مستوى الإتحاد الإفريقي للتعاضد، أكد العثماني أنه يتم بذل الجهود من أجل الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التعاضد، من خلال العمل على ضمان تغطية صحية شاملة للمواطن الإفريقي، بغية مواجهة جميع المخاطر المرتبطة بالصحة والشيخوخة، مستحضرا في هذا السياق، مقتطفا من الخطاب الملكي السامي، بمناسبة الذكرى ال 64 لثورة الملك والشعب، والذي دعا فيه جلالته إلى: “بناء إفريقيا واثقة من نفسها، متضامنة ومجتمعة حول مشاريع ملموسة، ومنفتحة على محيطها”.
وعبر مولاي ابراهيم العثماني، وهو أيضا، نائب رئيس الاتحاد العالمي للتعاضد، عن انخراط الاتحاد المطلق واللامشروط، في إنجاح جميع المشاريع الإجتماعية والصحية التي تسعى المنظمات التعاضدية إلى بلورتها على أرض الواقع، خدمة لمصالح المنخرطات والمنخرطين، ومن أجل الرقي بالقطاع التعاضدي إلى مصاف القطاعات والمجالات الإجتماعية الرائدة والمؤثرة.
ومن جهته أشاد رئيس الاتحاد العالمي للتعاضد السيد أندريس رومان، بالمشروع الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية، وبالتجربة المغربية في مجال التعاضد، معبرا عن امتنانه لساكنة العيون بالصحراء المغربية، على حسن الإستقبال وكرم الضيافة، وعلى توفير الظروف الملائمة لتنظيم هذا الجمع .
وأبرز السيد اندريس أنه على الرغم من الوقت القصير الذي مر على إنشاء الاتحاد العالمي للتعاضد، والذي لا يتجاوز 5 سنوات، فإنه تمكن من جمع ثلاث قارات، و 41 دولة، واستفادة أكثر من 40 مليون شخص من الخدمات التي يقدمها.
وعرفت أشغال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، التي حضرها والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل اقليم العيون السيد عبد السلام بكرات، وعدد من المنتخبين وأعضاء وأطر عدد من التعاضديات الوطنية والدولية، عرض أفلام مؤسساتية لعدد من التعاضديات أعضاء الاتحاد العالمي للتعاضد.
وقد تم على هامش هذا الملتقى تدشين مقر المديرية الإقليمية والوحدة الصحية والاجتماعية بمدينة العيون التابعة للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية.