صندوق النقد الدولي يدعم بـ”حذر” إمكانية خفض الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة

أفاد صندوق النقد الدولي بإمكانية شروع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، في وقت لاحق من السنة الجارية، مؤكدا على ضرورة الحذر.

تعزز هذه التصريحات، التي جاءت على لسان مديرة التواصل في صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال لقاء صحافي دوري في واشنطن، التوقعات بشأن إقدام البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة، لاسيما في سياق مؤشرات الاقتصاد الأمريكي التي تعزز هذا الطرح.

إذ واصل التضخم في الولايات المتحدة تباطؤه خلال يونيو، وإلى 3 بالمائة على أساس سنوي، مقارنة بـ 3.3 بالمائة في الشهر الذي سبقه، وفقا لمؤشر أسعار المستهلك الصادر أمس الخميس عن وزارة العمل، في إشارة مشجعة لمجلس الاحتياطي الفدرالي نحو إقرار خفض أسعار الفائدة.

وأوضحت كوزاك أن المؤسسة المالية الدولية تدعم “مقاربة مجلس الفدرالي المستندة إلى المعطيات والحذر تجاه السياسة النقدية. كما نتوقع أيضا أن يكون مجلس الفدرالي في وضع يسمح بخفض الأسعار في وقت لاحق من هذا العام، ولا يزال هذا التقييم قائما”.

وسجلت أن التضخم في الولايات المتحدة يواصل منحاه التنازلي، وأن نمو الاقتصاد الأمريكي كان “قويا بشكل ملحوظ”.

في المقابل، جددت المسؤولة تأكيد توصية الصندوق الأخيرة المتعلقة بالسياسة السنوية للولايات المتحدة بهدف السيطرة على الديون المتزايدة، مشددة على أن “عجز الميزانية مرتفع حاليا”، وأن “الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات واسعة لخفض عجزها المالي المرتفع ووضع الدين على مسار تنازلي”.

وتشير تقديرات صندوق النقد إلى أن صافي مدفوعات الفائدة الأمريكية على الدين الفدرالي يرتقب أن تبلغ 3.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2024 (تنتهي في 30 شتنبر)، ارتفاعا من 2.4 في المائة في السنة المالية 2023، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة.

وأضافت كوزاك أن هذه النسبة “ستظل مرتفعة حتى في المدى المتوسط” بسبب العجز المرتفع ومستويات الديون.

وكان رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، رحب في وقت سابق من الأسبوع الجاري بـ”التقدم” الذي تم إحرازه في الأشهر الأخيرة في مواجهة التضخم، مما يعزز التوقعات بأن الاقتصاد الأمريكي يسير في الاتجاه الصحيح.

وخلال تصريحات تمهيدية أدلى بها أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، أوضح السيد باول أن “بيانات التضخم الأخيرة تظهر المزيد من التقدم المتواضع” في الاتجاه الصحيح، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التأكد من استمرار هذا التقدم قبل اتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة.

وأشار إلى أن من شأن “البيانات الإيجابية الجديدة أن تعزز ثقتنا في أن التضخم يسير نحو هدف 2 بالمائة” الذي ينشده المركزي الأمريكي.

ويبقي البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة في نطاق يتراوح بين 5.25 و5.50 بالمائة.