
عبدالرحيم لحبابي
عيش نهار تسمع خبار… وفي سابقة من نوعها في تسيير الجماعات الترابية بالمغرب ، أطلت علينا جماعة سيدي مبارك بإقليم سيدي إفني عبر ملصق خاص بأحد اللقاءات التواصلية حول “التحفيظ الجماعي”، بدون هوية بصرية، ودون شعار يعبر عن الجماعة، مشهد يعكس عجزاً غريباً عن مواكبة روح العصر، ليطرح أسئلة حارقة حول واقع الجماعة في مغرب “التكنولوجيا والتطور الرقمي”.
غياب الشعار، كما تبيّن، ليس مجرد سهو، بل هو غياب لرمز يعكس هوية الجماعة وخصوصيتها. في زمن أضحى فيه الشعار عنصراً ضرورياً في العمل الجماعي، تبدو سيدي مبارك، الجماعة “اليتيمة” كما وصفها البعض، عالقةً في ظلام “اللاتكنولوجيا”، كأنها تنتمي إلى حقبة قديمة، والأدهى من ذلك، أن هذا الغياب يعكس عجزاً صريحاً للمنتخبين عن اتخاذ أبسط الخطوات لتحديث الإدارة المحلية.
هذا الوضع المثير للدهشة يجعلنا نتساءل: كيف يمكن لجماعة تعجز عن ابتكار شعار بسيط أن تقود مسيرة التنمية أو تستجيب لانتظارات المواطنين في المنطقة؟ في وقت تطمح فيه جل الجماعات المجاورة إلى الانخراط في مسار الحداثة والتقدم، تظل جماعة سيدي مبارك رهينة عوائق “اللاتنمية”، وكأنها بلا بوصلة توجهها نحو المستقبل.
إن إشكالية غياب الشعار تتجاوز الشكل، لتكشف عن فشل في الالتزام بقيم التحديث والحكامة التي يفرضها القانون التنظيمي للجماعات الترابية. ولعل السؤال الأهم اليوم: كيف سيقود المنتخبون ساكنة هذه الجماعة نحو التنمية إذا كانت جماعتهم نفسها عاجزة عن تمييز هويتها؟
بالإضافة إلى غياب الشعار، هناك أيضاً غياب واضح لدى جماعة سيدي مبارك لاستراتيجية تواصل رقمي حديثة تتماشى مع متطلبات الساكنة حيث تُدار الصفحة الرسمية للجماعة بأسلوب تقليدي، يقتصر على نشر إشعارات جافة دون تفاعل أو محتوى يستجيب لتطلعات المواطنين، ما يجعلها بعيدة عن مستوى الجماعات الأخرى التي تعتمد على أدوات تواصل مبتكرة لإشراك الساكنة بفعالية في زمن الرقمنة ومغرب اليوم .